جنيف ـ وكالات
شاركت فلسطين ممثلة بمركز التعليم البيئي الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، بأعمال مؤتمر العدالة البيئية، والذي أنعقد في جنيف بسويسرا نهاية الأسبوع الماضي. ووجه مجلس الكنائس العالمي دعوة لـ"التعليم البيئي"، إلى جانب ممثلين من 23 دولة في العالم، للمشاركة في مداولات ركزت على نشر مفاهيم العدالة البيئية في المعمورة، وحماية المصادر الطبيعية، والتنمية المستدامة، وبخاصة في قضايا الأمن الغذائي، والأثر المستقبلي للتغير المناخي على مستقبل التنوع الحيوي والإنساني والهجرة، التي يمكن أن تسببها لشعوب الأرض، جراء ارتفاع منسوب المياه في البحار والمحيطات، وغمرها للمناطق السكنية الساحلية. وقدم المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض، عرضاً للوضع البيئي في فلسطين، أكد فيه أن "الاحتلال يُمارس أبشع أنواع التدمير لعناصر البيئة الفلسطينية، فينهب الماء، ويُصادر الأرض، ويقتلع الأشجار، ويغلق الكثير من المحميات الطبيعية، ويقيم جدار الفصل العنصري، وما يمثله من تهديد بالغ الخطورة على عناصر البيئة والتنوع الحيوي والحياة البرية. وتطرق عوض إلى مياه المجاري من المستوطنات التي تلوث الأراضي الزراعية وتدمر التنوع الحيوي، مشيراً إلى تلويث الاحتلال للهواء، وإقامته لمصانع كيماوية خطيرة كما في طولكرم وسلفيت، واستباحته للتراث المعماري بالهدم والمصادرة والتزوير والتهويد والطمس، وتدميره للتوازن البيئي الطبيعي، وحرقه للأخضر واليابس بعدوانه المتواصل. واستعرض الواقع المائي، والذي يستهلك فيه المواطن الفلسطيني ما بين 35-80 لتر يومياً، وهو أقل من الحد الأدنى ( 100 لتر يومياً) الذي حددته منظمة الصحة العالمية، في حين يتجاوز استهلاك الإسرائيلي الواحد 300 لتر يومياً! وتطرق إلى الواقع الاستيطاني، لما يمثله من تهديد للتنوع الحيوي، بالإشارة إلى أن عدد المواقع الاستعمارية الإسرائيلية في الضفة الغربية، بلغ 474 موقعاً، منها 184 مستعمرة، و171 بؤرة استعمارية، و26 موقعا غير واضحة الأهداف. في سياق متصل، شارك "التعليم البيئي" في مجموعة العمل الدولية الخاصة بالتغير المناخي، الذي توّج بقبول عضوية المركز فيها، ليكون الممثل الوحيد من الشرق الأوسط و25 دولة. وتداول المجتمعون سبل تدعيم استراتيجيات العمل المستقبلي، لمواجهة التغير المناخي, وناقشوا آليات المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة الخاصة بالتغير المناخي (كوب 19)، الذي سينعقد في بولندا خلال تشرين الثاني القادم. واستعرضوا المقترحات الخاصة بالتغير المناخي التي ستقدم إلى المؤتمر العام لمجلس الكنائس العالمي، الذي سيلتئم في تشرين أول المقبل في كوريا الجنوبية. وأقر المجتمعون إدراج استراتيجيات العمل، التي تبناها المجلس، لحشد العدالة البيئية، وحماية البشرية من التداعيات الخطيرة للتغير المناخي المستقبلية. وتبنوا أجندة المؤتمر الخاص بالشبكة الأوروبية البيئية، الذي سيعقد في ربيع عام 2014 في ألمانيا، بمشاركة "التعليم البيئي" ممثلاً عن فلسطين. وقال عوض إن مشاركة فلسطين في المنتديات الدولية، تساهم في نقل معاناة شعبنا، والتحديات التي تواجه البيئة، جراء استمرار آخر وأطول احتلال يمتد من القرن الماضي، ويخالف كل القوانين الدولية، ويتدخل في كل تفاصيل المشهد البيئي.