عن الفرقة الناجية
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

عن الفرقة الناجية

عن الفرقة الناجية

 لبنان اليوم -

عن الفرقة الناجية

عبد الغني سلامة
بقلم : عبد الغني سلامة

في حديث منسوب للرسول: «تَفَرَّقَتْ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ أَوْ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِين فِرْقَةً. وَالنَّصَارَى مِثْل ذَلِكَ. وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي عَلَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً». وفي رواية أخرى ثمة إضافة: «كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الْجَمَاعَةُ»، وفي رواية ثالثة: «كُلُّهَا فِي الجنّة إِلا وَاحِدَةً»..في كل تخريجات الحديث يرد اسم الراوي «محمد بن علقمة»، وهو راوٍ مجروح عند علماء الحديث، كما يرد ذكر «أزهر بن عبدالله الحرازي»، وهذا قال عنه الذهبي إنه ناصبي، أي يسب الأمام علي.. وبالتالي نحن أمام سند ضعيف. ثم إن الحديث آحاد (هذا إذا ثبتت صحته)، وأحاديث الآحاد لا تبنى عليها عقيدة، وغير ملزمة في القضايا الخطيرة والكبرى، حسب ما يقول الفقهاء.

تعالوا نناقش المتن؛ سنجد بدايةً أن الحديث يتضمن نبوءة مستقبلية، والرسول لا يعلم الغيب، ولم يكن من معجزاته علم الغيب («لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ» - النمل 65).. ولكن ربما توقع الرسول (من منطلق فكري وسياسي وبحكم المنطق) تفرق الأمة من بعده، أو اختلافها فيما بينها؛ إذ إنّ اتحاد أمة تتبع دينا واحدا كفرقة واحدة أمر مستحيل، بحكم التجربة الإنسانية، وهذا ليس علماً بالغيب.. فلو كانت نبوءة لصدقت، لكن الواقع يقول شيئا مختلفا تماما..

وفي مفهوم التفرق، لم يفترق المسلمون على أسس عقائدية، بل تفرقوا لأهداف سياسية، ودوافع قبلية، واقتصادية، وللاستئثار بالسلطة.. وهذا أمر طبيعي ومتوقع من أمة تعدادها بالملايين، وعلى فترة امتدت لأكثر من أربعة عشر قرنا.. ولا يعقل أن تكون هذه كافية لدخول النار، أو للخروج من الإسلام.من ناحية عدد الفرق الإسلامية؛ نجدها عند الأشعري تتعدى المائة، وعند الشهرستاني 76، وعند ابن حزم والقاضي عبد الجبار خمسة، وعند الخوارزمي سبعة، وعند الملطي أربعة.. د. محمد عمارة عدّد في كتابه «تيارات الفكر الإسلامي» 198 فرقة مسلمة.. بمعنى أن عدد الجماعات أو الفرق أو التيارات، ومهما اختلفت المعايير لم يبلغ رقم 73 ولا مرة عبر تاريخنا الممتد. 

وفي النص المنسوب للرسول تصريح واضح بأن «اليهود افترقوا على اثنتين وسبعين فرقة، والنصارى كذلك»؛ ومعلوم لكل دارسي الديانتين اليهودية والمسيحية، والباحثين في تاريخهما أنَّ لا اليهود ولا النصارى افترقوا في أي حقبة من حقب تاريخهم إلى اثنتين وسبعين فرقة.. ولم يقتربوا حتى من هذا الرقم.. وبما أن الرسول لا ينطق عن الهوى، فمن غير المعقول أن يذكر معلومة خاطئة كليا (عدد فرق اليهود والنصارى)، خاصة أن الرواية قالت «افترقت اليهود» بصيغة الماضي، أو يتنبأ بأمرٍ لم يحدث أبداً (عدد الفرق المسلمة).. والرسول بحنوه وحبه لأمته، وحرصه على مستقبلهم، لا يمكن أن يترك لهم حديثا يحمل هذا المعنى الرهيب؛ أي أن أغلب أمته داخلون النار لا محالة، وأن فرقة واحدة هي الناجية، والله أعلم من هي..

إذن، نحن أمام حديث ضعيف، سندا ومتنا.. وهذا يعطينا مساحة أكبر لمناقشة أثر وتداعيات الفكرة الخطيرة التي وردت فيه.الاختلاف بين الناس سُـنّة كونية، حتى بين أتباع الدين الواحد، فكلما زاد عدد أتباعه، ومـرَّ عليهم زمن أطول، ظهرت الاختلافات والاجتهادات، وبالتالي الفرق والتيارات.. وفي العصر المبكر للإسلام ظهرت الفرق الفكرية والعقائدية والفلسفية خاصة بعد موت الصحابة، واتساع رقعة الدولة، وانفتاح المسلمين على ثقافات وحضارات جديدة، واختلاطهم بشعوب دخلت الإسلام.. ولا شك في أن كل جماعة ستدعي أنها الأصح، وصاحبة الحقيقة؛ ورغم ذلك، لم يصل الأمر بينهم إلى العداوة والاحتراب (باستثناء الخوارج) ولم تنشأ ذهنية «الحق المطلق»، و»تكفير» الفرق الأخرى، ووصمها بالفرق الهالكة إلا في نهاية العصر العباسي الأول، حين دخلت الأمة في مرحلة التراجع، واستفحلت فيها الخلافات السياسية، والصراع على السلطة.

حينها ظهر جيل من السلفيين كانت غايتهم (كما زعموا) أن يعيدوا التصور الأول للعقيدة الإسلامية على مذهب السلف الصالح، على قاعدة «الفرقة الناجية»، مع اتخاذها منحى جديداً؛ حيث أصبح نفي الفرق الأخرى وتكفير العلماء، وتكفير الآخرين دأبا ونهجا، للذين اعتقدوا أنهم وحدهم يعبدون الله على العقيدة الصحيحة؛ فأساءوا بذلك للإسلام.اليوم، بوسع أي باحث تعداد عشرات الجماعات والتيارات والأحزاب الإسلامية، التي تختلف فيما بينها في الكثير من القضايا العقائدية، والفكرية، والفلسفية، والاجتماعية، والاقتصادية، والفقهية.. وفي نظرتها للحياة، وللناس، وللطوائف، والأديان، وللمرأة، ولنظام الحكم، وكيفية التعاطي مع الواقع.. وتختلف بدرجة تشددها، أو انفتاحها.. وتختلف بمرجعياتها الدينية والسياسية، وأجنداتها وأولوياتها.

سنجد المتزمتين، والسلفيين، والوهابيين، وسنجد دعاة الإصلاح والتجديد.. سنجد الغارقين في التاريخ، وسنجد المقبلين على المستقبل.. وسنجد من يطالب بعودة الفتوحات والجزية والسبايا والغنائم، مقابل المنفتحين على العالم، والحضارة الإنسانية.. سنجد من يريد الخلافة، ومن يريد دولة مدنية.. سنجد من يرى الإسلام دينا ودولة وسيفا، ومن يراه روحانيا صوفيا..
سنجد الأزهر، والزيتونة، والقدس، ومكة، وقم، واسطنبول (وأخيراً انضمت الدوحة) من تعتبر نفسها مرجعيات فقهية وأيديولوجية للإسلام، وممثلة للمسلمين..
سنجد النموذج الأردوغاني والماليزي والإيراني والسعودي والتونسي.. وسنجد من يريد الديمقراطية، ومن يعتبرها حراما شرعا.. من يرى الإسلام دين الاشتراكية، ومن يراه رأسماليا، ومن يعتبره نموذجا اقتصاديا فريدا، ومن يراه غير قادر على مواكبة تعقيدات الاقتصاد الحديث..
سنجد الإخوان المسلمين، وحزب النور، وحزب التحرير، والنهضة، والجهاد، والقاعدة، وطالبان، وداعش، والنصرة، وبوكو حرام، وعسكر طيبة..
سنجد القرضاوي، والعريفي، وبرهامي، ووجدي غنيم.. مقابل شحرور، وأركون، وجمال البنا، وزكريا أوزون، والبحيري، والترابي، والغنوشي.. سنجد الفقهاء مقابل الفلاسفة، سنجد الشافعي وابن تيمية والغزالي وابن الجوزية.. مقابل التبريزي وابن عربي وابن رشد والرومي والحلاج..
سنجد إسلاما نموذجيا مثاليا متكاملا في الكتب والأدبيات، وسنجد على أرض الواقع عكس ذلك كليا..
سنجد تاريخا كله مجد وفتوحات وانتصارات وعلماء.. وسنجد تاريخا كله حروب وفتن وصراعات وقمع وفساد..
باختصار، نحن أمام نماذج وصور متعدد للإسلام، وأمام فِرَق وتيارات وجماعات متباينة في شتى المواقف.. وكل شخص ينتمي لطائفة أو جماعة سيعتقد أنه على الحق، لكنه توصل إلى هذه القناعة بالوراثة فقط.. وليس لأحد الحق أن يزعم أنه ممثل الإسلام الصحيح، وأنه مندوب الله على الأرض.. ولا يحق لأحد تكفير الآخرين، ووصمهم بالانحراف والضلالة.
الإسلام دين مرن، ويستوعب كل هذه الفروقات.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

عن هذه المسلسلات

ابن رشد، نظرة مختلفة

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن الفرقة الناجية عن الفرقة الناجية



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon