الشيخ عبد الواحد
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الشيخ عبد الواحد..!!

الشيخ عبد الواحد..!!

 لبنان اليوم -

الشيخ عبد الواحد

حسن خضر
بقلم : حسن خضر

يحدث، أحياناً، أن تكون الكتابة نوعاً من التفكير بصوت مرتفع. وهذا يصدق على مقالة اليوم، وما حرّض عليها يتمثل في كتاب بعنوان «حرب الأبد: داخل حلقة أقصى اليمين لبانون وسماسرة السلطة في العالم» للأميركي بنجامين تايتلباوم، الاثنوغرافي والمُختص في حركات وأيديولوجا اليمين. صدر الكتاب في أواخر نيسان الماضي، وبما أننا في زمن الكورونا أصبح الانشغال به، والشغل عليه، جزءاً من مكافحة ما تجلب العزلة، القسرية، من ضيق.

موضوع الكتاب مركّب ومعقد، كما يتضح من العنوان، وما لم تكن لدى القارئ معرفة مُسبقة، ولو بالحد الأدنى، فلن يتمكن من إدراك دلالة المركّب والمعقّد. ناهيك، طبعاً، عمّا أعتقد أنه وباء أصاب طريقة الأميركيين، على نحو خاص، في الكتابة.فالميل إلى تحويل كل شيء تقريباً إلى «حكاية»، والإفراط في التفاصيل الصغيرة والهامشية، وعدم «الدخول في الموضوع» إلا بعد «طلوع الروح»، يكاد يكون سمة مشتركة لا تمييز فيها بين الكتابة الجادّة في السياسة والتاريخ، وروايات التسلية الشعبية.

ويحدث انقلاب على هذا كله، وانتقام منه، خاصة في الدراسات الأدبية، ذات الرطانة العالية، وغير المفهومة غالباً. المهم، أنجبت المدرسة الفرنسية، في مختلف أجناس الكتابة، أفضل مَنْ يكتب في الغرب، حتى الآن، وما زال للألمانية قصب السبق في التحليل.ومع ذلك، ما يسم طريقة الأميركيين في الكتابة لا ينتقص من قيمة الكتاب، ولا ينفي أهمية وخطورة الموضوع. وهذا ما يستدعي التفكير والتدبير بداية من العنوان نفسه ووصولاً إلى ما يبدو (في نظري على الأقل) كشفاً وإضافات نوعية إلى مبنى ومعنى ظاهرة اليمين في الغرب.

بانون المذكور في العنوان هو ستيف بانون، أحد أقطاب أقصى اليمين، ومدير حملة ترامب الانتخابية، وكبير مستشاريه حتى وقت قريب (وعلى الأرجح بصفة غير رسمية حتى الآن).وبانون هذا هو الذي تكلّم باحتقار عن العرب، وتعهّد بنقل السفارة الأميركية إلى القدس في أوّل أيام ترامب في البيت الأبيض، وهو الذي يقود ويشتغل على تنسيق، وتوحيد، وتمتين، أنشطة وصلات أبرز شخصيات وحركات موجة اليمين الصاعدة في أوروبا والولايات المتحدة.أما تعبير «أقصى اليمين» (far-right) الوارد في العنوان فإشكالي لأنه غير محدد بطريقة واحدة، أو غير ملتبسة، في الأدبيات الأميركية، والغربية، نفسها.

وغالباً ما يتبادل الدلالة، والمعنى، مع تعبير آخر هو اليمين البديل، وأحياناً تضيع دلالة هذا وذاك تحت عناوين عريضة من نوع اليمين المتطرّف.ومع ذلك، إذا أردنا البقاء في منطقة آمنة فلنقل إن هذه التعبيرات لا تعني الشيء نفسه، وإن كان ثمة الكثير من القواسم المشتركة بينها.فأقصى اليمين تعبير يستمد دلالته من التضاد مع اليمين الأميركي التقليدي، المسيحي، الريفي، الإنجيلي، الجنوبي، المحافظ. أما تعبير (alt-right) فيعني اليمين البديل، بديل يمين الجمهوريين التقليدي.

ويبقى تعبير (power brokers) الذي قد لا يعني شيئاً، للوهلة الأولى، بقدر ما ينطوي على إشارة إلى رهانات ومضاربات أشخاص في بلدانهم، وفي العالم بشكل عام، للوصول إلى السلطة السياسية، واستغلالها، بالصفقات، والحملات، والمؤامرات.ومع ذلك، في الكتاب ما يعني أكثر من هذا بكثير. فسماسرة السلطة هؤلاء هم جماعة من «المفكرين» والنشطاء، والناشرين، والمستثمرين، و»الإعلاميين».تتزعّم الجماعة المعنية ظاهرة اليمين الجديد، في بلدان مختلفة، وهي الجماعة التي يريد بانون توحيد صفوفها لتكون طليعة لثورة اليمين القادمة في الولايات المتحدة والغرب.

ولكن ما هي هذه الجماعة، وما خلفيتها الأيديولوجية، وما معنى الثورة القادمة؟ هذه هي الأسئلة التي تمثّل عصب الكتاب، ويسعى تايتلباوم لتفسيرها والحصول على ردود محتملة بشأنها، على امتداد 336 من الصفحات، من خلال سلسلة مقابلات مع بانون نفسه، وعدد آخر من «أصحابه» في صفوف اليمين الأميركي والغربي في بلدان أوروبية مختلفة، وخارج أوروبا، أيضاً.وبما أن بانون و»أصحابه» يتصرّفون كمتآمرين، وأصحاب مشروع لقلب العالم، فهم لا يضعون أوراقهم كلها على الطاولة دفعة واحدة، ناهيك عن حقيقة أن أيديولوجيا أقصى اليمين نفسها ملتبسة، ومشوّشة بالمعنى التاريخي والنظري، لذا كثيراً ما يلجأ الكاتب إلى تأويل ما يصدر عن هؤلاء من إجابات، أو ملاحظات وإشارات عابرة، أحياناً، استناداً إلى معرفة مُسبقة بالمرجعيات التاريخية والنظرية.

ويبقى أن نضيف أن بانون و»أصحابه» ليسوا ممثلين لأقصى اليمين، واليمين البديل (كائناً ما كانت التعريفات) وحسب، بل ويمثّلون مدرسة «فكرية» تدعى التقليدية (traditionalism) بلور أفكارها الرئيسة فرنسي اسمه رينيه غينون، أيضاً. الأخ المذكور تقلّب في مدارس مختلفة، وتصوّف واعتنق الإسلام، وسمى نفسه عبد الواحد يحيي، ومات في القاهرة في أواسط القرن الماضي.والطريف أن بعض العرب يضع الشيخ عبد الواحد في قائمة المجددين والمُصلحين، ويذكر اسمه مسبوقاً بلقب المفكر الإسلامي الكبير، ويتكلّم عنه وعن كتاب له بعنوان «أزمة العالم الحديث» بقدر كبير من الإعجاب.على أي حال، المذكور أحد «أساتذة» بانون، ومصدر إلهام له ولأصحابه، وأحد كبار منظري أقصى اليمين الذي يستعد للثورة على الحداثة، والنظام الديمقراطي، وحقوق الإنسان، أو كل مصائب الأزمنة الحديثة في نظرهم.
ولعل في هذا ما يجعل من حكاية الشيخ عبد الواحد، بعدما اقترن اسمه ببانون، واليمين الأميركي والغربي، المتطرف والبديل، حكاية لو كتبت بالإبر على آماق البصر، لكانت عبرة لمن اعتبر. ولنا، طبعاً، أكثر من عودة، فالحفلة في أوّلها.

قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ : 

حسومات أخلاقية ومؤامرات..!!

تأملات في عالم متغيّر (10)

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الشيخ عبد الواحد الشيخ عبد الواحد



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:47 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 لبنان اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 16:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 لبنان اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:41 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 لبنان اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون

GMT 13:40 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

حضري بشرتك لاستقبال فصل الخريف

GMT 16:21 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

هيفاء وهبي مثيرة في إطلالة كاجوال شتوية

GMT 13:43 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 21:45 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

عائلة ليونيل ميسي تتحكم في مستقبل البرغوث مع برشلونة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon