الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان
ارتفاع حصيلة ضحايا هجوم مسلح بشمال غرب باكستان إلى 17 قتيلاً على الأقل و32 مصاباً تحطم طائرة من طراز “دا 42″ تابعة للقوات الجوية المغربية بمدينة بنسليمان استشهاد عدد من الفلسطينيين وإصابة أخرون في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منطقة المواصي جنوب قطاع غزة غرفة عمليات حزب الله تُصدر بياناً بشأن تفاصيل اشتباك لها مع قوة إسرائيلية في بلدة طيرحرفا جنوبي لبنان وزارة الصحة اللبنانية تُعلن استشهاد 3583 شخصًا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على البلاد وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان!

 لبنان اليوم -

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان

حسن البطل
بقلم : حسن البطل

إنْ وَرَد فعل «يجوس» قد تُكمِله بكلمة «قدميه»، وإنْ وَرَد فعل «يدسّ» قد تكمله بإحدى الكلمتين: «يده» أو «أنفه».. لكنني في ربيع البلاد أجوس وأدس بكتلة جسمي كلّها وبحواسي أيضاً. هل الروح حاسّة الحواس؟

هكذا فعلت في «سيران» الجمعة الفائتة. هنا يسمّون «السيران» الشامي بالغوطة خصوصاً، «شطحة»، وقد شطح بي أصحابي إلى قرية ياسوف هذه المرّة، حيث ربيع نيسان أينع ما يكون، ربما باستثناء «غور المخروق» وجواره.

إنْ وَرَدت عبارة «.. كما دخلوه أوّل مرّة»، قد تنسبه، توّاً، إلى آية من القرآن الكريم عن الحرم القدسي.. لكنني في كلّ ربيع نيساني أحظى بدخولٍ أوّل إلى قرية فلسطينية، وجميع ضِيَع وقرى ومدن فلسطين هي من «أكناف القدس».

زميلي خالد بطراوي لفت في زاويته الأسبوعية «ومضات» السبوتية، وزارة التربية، إلى تنويع رحلات تلاميذ المدارس، فقد حفظوا، غيباً، مشاهد مدن أريحا ورام الله ونابلس وقلقيلية.. إلخ، فلعلّهم يحظون بمشاهدة مدن الساحل الفلسطيني، قبل أن تغلق إسرائيل آخر «فرجة» في تصاريح الزيارة الشحيحة.

زميلي علي الخليلي زادني عِلْماً في زاويته «أبجديات» باسمٍ رابع لإحدى زهور بلادنا البريّة. «رأس خروف» هي أيضاً «قرن الغزال» و»عصا الراعي».. و»الزعمطوط». عُدتُ مزعمطاً من «الشطحة» إلى ياسوف بأضمومة وافرة من رؤوس الخرفان وعِصي الرعاة وقرون الغزال.. وسؤال وجيه: لماذا يتفق أهل بلادي على أسماء ما يؤكل من النباتات البرية، وما يُشرَب نقيعها الساخن.. لكنهم يختلفون في أسماء الزهور البرية؟

.. وأيضاً، عدتُ بنصف جواب وبِحيرة كاملة لمّا رأيتُ، لأوّل مرّة، ناووساً حجرياً يحمل نقشة زهرة سداسية البتلات مؤطّرة في دائرة.. وتشبه زهرة بريّة بيضاء قد يختلف الفلسطينيون على لفظ اسمها من بقعة إلى أخرى. الناووس هو تابوت حجري ثقيل وله غطاء حجري غير خفيف، ترونه في متاحف بلاد الشام، ويعود في الزمان إلى تقاليد دفن سابقة على عادات الديانات السماوية الثلاث. يمكنكم البحث في «الإنترنت» عن رموز الديانات الوثنية، ومن ثم تلك الديانة التي جعلت هذه الزهرة شعاراً لها ورمزاً، وهي تسع ديانات رئيسة عالمية، على ما أظن، نلتُ علامة 5 على 9 في تمييزها.

في غير بلاد، قد ينقلون مثل ذلك الناووس إلى أحد المتاحف، لكن هذا القبر الحجري المُهشَّم بشكل غشيم، سيبقى في مكانه، لأنه محفور في جلمود صخر جسيم.
لا حاجة للقول، إنّ هذه بلاد مسكونة منذ الأزل، أو منذ فجر الإنسان السابق لفجر الحضارات الأولى، والديانات الأرضية الأولى.. والديانات السماوية الثلاث اللاحقة.. ولكن ذلك الناووس المنهوب والمهشَّم باقٍ في مكانه، وعليَّ أن أفتّش عن اسم تلك الديانة الوثنية، التي كان شعارها تلك الزهرة البرية سداسية البتلات، المنتظمة دائرياً.

فتّشت عن هذا «العجرم» البرّي الشّهي، بمعونة فلاّح من أهل ياسوف فوجدته، أولاً، وراء ظهري.. ثم شطحتُ بين النباتات المزهرة وغير المزهرة، والصخور والأحجار، والأشجار المثمرة وغير المثمرة، حتى حصدتُ غلّة وافرة من هذا الذي يسمّونه «هليون».. ولا مقارنة في الطعم والنكهة بين الأصل البرّي والمستنبَت منه.
ياسوف (2000 نسمة) من أعمال بلدة سلفيت، التي صارت محافظة وسُمِّيَت مدينة    الـ (7000 نسمة)، ولعلّها المدينة الوحيدة في فلسطين التي جعلت من حجر «معصرة البـَد» لحبّات الزيتون شعاراً لها، بل وجعلَتْهُ في إطار نصبٍ تذكاري.

ثمّة نصب تذكاري حجري بسيط ومؤثِّر على خارطة الطريق بين سلفيت وياسوف. هنا سقط الشاب إياد محمود عوض بدران يوم 13/11/1993 برصاص كمين إسرائيلي ليلي لأحد الشبّان المطارَدين. القتيل (كان عمره 18 سنة) لم يكن مطارَداً، وكان على صاحبي، وابن عمّه، طبيب الأسنان المتخرّج حديثاً، أن يستجيب لإلحاح عمّه ويفتح الجثّة للتأكّد من أن اليهود لم «يسرقوا» شيئاً من أحشائه!

إذاً، دخلتُ ياسوف أوّل مرّة، وحظيتُ بماء ينبوعها الشهير والدائم، الذي استحقّ مركز مشروع هولندي كُلْفته 20 مليون شيكل، شمل جدراناً استنادية، وقنوات ماء إسمنتية، وطرقاً زراعية إسمنتية، بالتعاون مع حزب الشعب.

هل إنْ عدتُ في نيسان ما، ربيع ما، سنة ما، سأستطيع أن أعرف أين هي شجرات البرتقال الثلاث. إنّها نصيبي التطوعي من حملة لشباب اتحاد لجان الإغاثة الزراعية؟
ما هذا؟ ألواح صفراء تتدلّى من أشجار الزيتون؟ هذه مصائد حشرات طائرة. ماذا تفعل؟ إنّها ترسم «عين الطاووس» على الثمرات. أبقى غبياً نوعاً ما، لأنني أحدّق في ذيل الطاووس وعرْفه.. سأحدّق بعينه في المرّة القادمة.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان الناووس في مكانه وعيون الطاووس بين الأغصان



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:53 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 15:29 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تستعيد حماستك وتتمتع بسرعة بديهة

GMT 22:24 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تتمتع بالنشاط والثقة الكافيين لإكمال مهامك بامتياز

GMT 09:49 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 23:27 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تجاربك السابقة في مجال العمل لم تكن جيّدة

GMT 05:15 2021 الثلاثاء ,05 كانون الثاني / يناير

لجنة الانضباط تفرض عقوبات على الأندية العمانية

GMT 13:13 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 06:04 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

للمحجبات طرق تنسيق الجيليه المفتوحة لضمان اطلالة أنحف

GMT 07:45 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد زيت الزيتون
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon