الموقف الأوروبي على المحك
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الموقف الأوروبي على المحك

الموقف الأوروبي على المحك

 لبنان اليوم -

الموقف الأوروبي على المحك

مهند عبد الحميد
بقلم : مهند عبد الحميد

تعاملت منظمة التحرير مع الاتحاد الأوروبي كصديق منذ بدأت مواقفه المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني تتمايز عن الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل، بل إن حركة فتح العضو المراقب في الاشتراكية الدولية، تعاملت مع الاتحاد الأوروبي كحليف من الدرجة الأولى. الموقف الأوروبي المتغير إيجاباً تكرس في بيان البندقية الشهير عام 1980، الذي اعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، ودعا الى تطبيق قراري مجلس الأمن الدولي 242، 338، وجاء في البيان ان المشكلة الفلسطينية ليست قضية لاجئين وحسب، بل هي حق الشعب الفلسطيني في ممارسة تقرير المصير ممارسة كاملة من خلال مشاركة منظمة التحرير في المفاوضات. ورفض بيان البندقية استمرار بناء «المستوطنات» في الأراضي المحتلة.

وخطا الموقف الأوروبي خطوة أخرى في العام 1988 برفع درجة تمثيل منظمة التحرير، كذلك دعم اتفاق أوسلو، فكان الممول الاقتصادي الرئيسي لبنية فلسطينية تؤدي بعد نهاية المرحلة الانتقالية، الى دولة قابلة للحياة مستقلة وذات سيادة وديمقراطية كبديل للاحتلال الإسرائيلي. وربط الاتحاد الأوروبي تطبيق البروتوكول الرابع  من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية بتحسين أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة وبوضع قرارات مجلس الأمن الدولي موضع التنفيذ، وبوقف الاستيطان.

مناهضة الاتحاد الأوروبي للاستيطان جاءت عبر قرار «وسم» السلع الصادرة في المستعمرات الإسرائيلية المقامة على أراض محتلة واستثنائها  من المعاملة التفضيلية الأوروبية كالإعفاء الجمركي. الا ان هذا الإجراء الذي وضع المستهلك الأوروبي أمام خيار شراء السلع الاستيطانية أو مقاطعتها ظل عاثراً وخاضعاً للالتفاف والابتزاز الإسرائيلي مقابل حصول دولة الاحتلال على امتيازات تجارية هائلة. عملياً استأسدت حكومة نتنياهو وبخاصة بعد صعود ترامب الى البيت الأبيض، ودوّخت الأوروبيين عندما وسمت المنتجات بعبارة صنع في إسرئيل، ووصفت الإجراء الأوروبي بأنه يخدم حملات مقاطعة إسرائيل وسياسة العداء للسامية.

ما يمكن قوله ان حكومة نتنياهو بمواقفها الهجومية المتطرفة والابتزازية أربكت الموقف الأوروبي وجعلته في موقع دفاعي سلبي لصالح الاحتكار الأميركي الإسرائيلي للعملية السياسية. وكانت النتيجة إخفاق الاتحاد الأوروبي في إلزام نتنياهو بمعايير حل الصراع كإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ووقف الاستيطان واعتماد مرجعيات القانون الدولي، بل وإخفاقه في منع تقويضها وإزاحتها عن طاولة العملية السياسية. وبقيت المواقف الأوروبية – الإسرائيلية المشتركة تكرر عموميات وشعارات خالية من أي مضمون أو عمل ملموس، كدعم عملية السلام واستمرار التفاوض وخطر العنف ووقف التحريض ...إلخ وظلت دولة الاحتلال تنظر للدور الأوروبي كممول يدفع المبالغ والاستحقاقات الكبيرة التي من المفترض ان تدفعها السلطة القائمة بالاحتلال، وضمن هذه المعادلة استمر الاحتلال رابحاً وماضياً في صناعة الوقائع على الأرض.

لماذا لم ينجح الاتحاد الأوروبي في ترك بصماته على العملية السياسية؟ وبصيغة اخرى هل يوجد مصلحة للاتحاد الأوروبي في ترجمة القرارات الدولية  الخاصة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي تدعو الى إنهاء الاحتلال والاستيطان، والى إقامة دولة فلسطينية؟ ان المتتبع لمواقف وسياسات الاتحاد الأوروبي لا يجد غضاضة في الإجابة بنعم، دون ان يعني ذلك تغيير الطبيعة والدور الإسرائيلي في المنطقة كحليف استراتيجي للغرب. ما فعله الغرب من تراجع في دوره الاستعماري التقليدي يرغب في ان تمارسه إسرائيل بتراجعها عن الشكل الاستعماري التقليدي المتوحش. كما ان من مصلحة الاتحاد الأوروبي إيجاد دور مستقل عن أميركا وخاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تحتكر الهيمنة عليها.

المصالح الخاصة والدور المستقل للاتحاد الأوروبي لا يلغي وجوده في حلف الاطلسي الذي يحمي مصالح الغرب ويعززها، ولا تدعه يتراجع عن التزامه بحق اسرائيل في الوجود ضمن حدود آمنة ومعترف بها. فهو اي الاتحاد او دوله الأساسية من صانعي اسرائيل بدءاً من وعد بلفور، مروراً بترجمته على الأرض في مرحلة الانتداب البريطاني، وحرب التطهير العرقي في فلسطين، وحرب السويس عام 56، وبناء المفاعل النووي الإسرائيلي، وإغداق المال الألماني لدولة الاحتلال، وصولاً الى حرب 67. وفي ما بعد 73 بدأ الاتحاد الأوروبي يشق طريقاً لمصالحه في العالم العربي، تتقاطع مع أهداف عربية وفلسطينية عند تراجع او انهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية.

غير ان الانعطاف الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف، وانتقال أركان النظام العربي نحو علاقات التبعية، والضعف الذي اعترى منظمة التحرير وهشاشة السلطة، كل ذلك، أتى على التمايز الأوروبي في مواجهة الموقفين الاميركي والاسرائيلي. وفي شروط كهذه من غير المتوقع ان يفتح الاتحاد الأوروبي معركة مع حكومة نتنياهو ومع إدارة ترامب، حول العملية السياسية. لأنه يخسر أمام الطرفين وفي الوقت الذي تغيب فيه سياسة الضغط على المصالح الأوروبية من قبل دول عربية. وعندما حاول ان يفتح معركة جزئية تحت عنوان وسم سلع المستوطنات، لم يصمد طويلاً امام اتهامه بمعاداة السامية، وحاول الدفاع عن نفسه باتخاذ مواقف متشددة من الـ «بي دي اس» كمحاكمة ناشطين وحظر منظمة الـ «بي دي اس» في بعض البلدان.  

فشل الاتحاد الأوروبي في تحقيق هدف صغير، وتراجع عن تقديم مبادرات خاصة به تاركاً ساحة الصراع الاسرائيلي الفلسطيني لصفقة القرن التي قرر فريقها الارعن اعدام الحقوق الوطنية الفلسطينية في وضح النهار في صيغة تتحدى فيها الامم المتحدة وميثاقها وقراراتها. فكيف سيكون حال الاتحاد في مواجهة قرار الضم الاسرائيلي لـ 30% من مساحة الضفة الغربية. هل سيتخذ عقوبات ضد دولة الاحتلال التي تنتهك القانون الدولي شر انتهاك. سابقاً عاقب الاتحاد الأوروبي روسيا الاتحادية لأنها ضمت شبه جزيرة القرم اليها في العام 2014 .

وجاء الرد الأوروبي على هيئة عقوبات اقتصادية، كان من نتيجتها انخفاض أسعار النفط الروسي وانخفاض قيمة الروبل وزيادة هروب رؤوس الأموال، وزيادة التضخم ودخول روسيا في مرحلة ركود اقتصادي. السؤال هل سيعاقب الاتحاد الأوروبي إسرائيل بعد ضم 30% من أراضي الضفة الغربية بشكل مخالف للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي ساهم الاتحاد الأوروبي في صياغتها بشكل فعال، لا سيما ان قرار الضم الإسرائيلي متناقض مع البند الثاني من اتفاقية الشراكة الأوروبية الإسرائيلية. ان اكتفاء الاتحاد الأوروبي ببيان تنديد سيأتي على البقية الباقية من صدقيته وسيتحول الى مؤسسة شبيهة بجامعة الدول العربية. ومن اجل عدم الوصول الى الضم، يحاول الاتحاد الأوروبي تأجيل الضم واستعادة التفاوض وغير ذلك. في كل الأحوال لن تكون صورة النظام الأوروبي قبل الضم كما هي بعد الضم.

 قد يهمك أيضا:

نحو بناء رد خلاق ضد الصفقة والضم

الدروس التي لم تقرأ منذ 53 سنة هزيمة

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الموقف الأوروبي على المحك الموقف الأوروبي على المحك



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية

GMT 19:48 2022 الإثنين ,18 تموز / يوليو

نصائح للتخلّص من رائحة الدهان في المنزل

GMT 05:12 2022 الإثنين ,13 حزيران / يونيو

أفضل العطور الجذابة المناسبة للبحر

GMT 19:56 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

الأحزمة الرفيعة إكسسوار بسيط بمفعول كبير لأطلالة مميزة
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon