بطولة الثور الصغير
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتها الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

بطولة الثور الصغير

بطولة الثور الصغير

 لبنان اليوم -

بطولة الثور الصغير

غسان زقطان
بقلم : غسان زقطان

بصعوبة وبعد تردد طويل أنهيت مشاهدة الشريط (اليوتيوب) الذي ظهر على شبكة الانترنت وجرى تداوله على نطاق واسع، شريط لمجموعة من «الذكور» الفلسطينيين الصغار يطاردون عجولاً صبيحة العيد في «خان يونس»، فيما يشبه احتفالاً «شعبياً فلسطينياً» بعيد الأضحى، كما قدمته على اتساع العالم عشرات المواقع الإسرائيلية مع تعليقات بعدة لغات، وقد وصلني شخصياً من أحد هذه المواقع مع شروحات ومقدمة وتعليقات بالانجليزية.

لا يبدو الاستثمار الإسرائيلي للهدية التي وفرها الشريط والتوقيت الذي ظهر فيه، على خطورته ومدى الضرر العميق والشقوق التي سيحدثها في صورة الفلسطيني في العالم، لا يبدو هو الحدث الرئيس حين نفكر بنوع الثقافة التي يتخبط فيها جيل كامل من الشباب الفلسطيني بعد أكثر من 13 سنة من الحصار والاعتداءات المتسلسلة والانعزال عن العالم، مدة كافية لإعادة تشكيل وعي الجيل الذي ولد وكبر في إمارة الإخوان المسلمين، التي اكتمل تأسيسها في صيف 2007 إثر انقلاب نفذته ميليشيات مسلحة.

تتواصل عملية مطاردة العجول وإيذائها في الشريط إلى أن تصل إلى مشهد العجل المطارد منهكاً ومربوطاً بحبل وبرقبة مشدودة، فيما يقوم رجل يرتدي دشداشة مزركشة بذبحه واقفاً بحرفية واضحة، ثم يلوح بالسكين الصغيرة الحادة لجمهور الفتية، الذين ينفجرون بالصراخ والقفز في وصلة هستيرية متصاعدة من الابتهاج.
لقد انتهت المعركة وتم «الانتصار» على العجل دون أن تتلطخ دشداشة الذابح بالدم.

البطل في المشهد هو العجل دون شك، الذي يبدو مرتبكاً تماماً فيما يتقافز «الكومبارس» البشري حوله ويحيطون به ويدفعونه وهم يصرخون بهيستيريا جماعية، العجل لا يبدو عدوانياً أمام عدوانية الجمهور وتعطشهم الغريب لإيذائه ومواصلة تعذيبه، حتى وهو في طريقه للذبح، سلوك الثور الصغير يبدو أقرب إلى الدهشة والارتباك منه إلى فهم ما يجري، وما هي بالضبط غاية هؤلاء المتقافزين حوله، الذين يصرخون ويتمرغون بدمه.
معظم الفتيان الذين ظهروا في شريط مطاردة العجول في مرحلة المراهقة، أقل من الخامسة عشرة أو أكثر بقليل، كذلك الأمر في الصورة من رفح التي تندفع فيها مجموعة من الفتية في الشارع بحماسة غامرة وقد تلطخوا بالدماء، أو اللون الأحمر، إذ بدت الصورة مقصودة تماماً.

بحسبة بسيطة لم يعرف هؤلاء الفتية سوى الانقلاب وحكم حماس وثقافتها التي حولتها إلى سلسلة طويلة من الإجراءات والقوانين، لا يعرف هؤلاء الفتية سوى سلسلة الاعتداءات والاغتيالات والحروب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على مدن وقرى ومخيمات القطاع، لا يعرف هؤلاء الفتية سوى الحصار والتجويع وإغلاق المعابر والبطالة والفقر والتجاهل الغريب لمصائرهم وأحلامهم المحطمة؛ الأحلام البسيطة بالدراسة والسفر والالتحاق بالعالم وفرص العمل.

هستيريا الدم في خان يونس ومطاردة العجول بالسكاكين في تظاهرة «العيد» ومسيرة فتيان رفح، مثيرة للاشمئزاز والخوف معاً. ولكنها في النهاية محصلة طبيعية للثقافة التي أنتجها الانقلاب والحصار والإهمال.
استعادة الوحدة لا تنحصر في الحديث عنها أو الاتفاق حولها. ثمة عمل كثير أعمق وأكثر أهمية من تقاسم الصلاحيات، عمل يقع في صلب مسؤولية المؤسسة الثقافية والتربوية.
الشروخ التي تركتها سنوات طويلة من القهر والتجويع والتسلط والاعتداءات الدموية المتكررة والعزل والتجاهل أكثر عمقاً من مخيلة «المتصالحين».

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بطولة الثور الصغير بطولة الثور الصغير



GMT 18:25 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الخاسر... الثاني من اليمين

GMT 18:10 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية يافا ومهرجان الزيتون والرسائل العميقة

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:31 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة - لبنان اليوم

GMT 14:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 لبنان اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 14:42 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 لبنان اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:00 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

جان يامان ينقذ نفسه من الشرطة بعدما داهمت حفلا صاخبا

GMT 18:31 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مجموعة من أفضل عطر نسائي يجعلك تحصدين الثناء دوماً

GMT 10:48 2022 الخميس ,17 شباط / فبراير

أفضل خمسة مطاعم كيتو دايت في الرياض

GMT 06:50 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إطلاق النسخة الأولى من "بينالي أبوظبي للفن" 15 نوفمبر المقبل

GMT 05:59 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية

GMT 08:19 2022 الأحد ,06 آذار/ مارس

علاج حب الشباب للبشرة الدهنية

GMT 06:26 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

أفكار ونصائح لتزيين المنزل مع اقتراب موسم الهالوين

GMT 15:21 2022 الأربعاء ,01 حزيران / يونيو

"FILA" تُطلق أولى متاجرها في المملكة العربية السعودية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
lebanon, lebanon, lebanon