كانت انتخابات الكنيست في إسرائيل بين اليمين وأقصى اليمين وفاز الإرهابي بنيامين نتانياهو بـ36 مقعداً لحزب ليكود، في حين فاز حزب الأزرق والأبيض بـ35 مقعداً.
النتائج تعني أن نتانياهو وأقصى اليمين الإسرائيلي يسيطرون على ٦٥ مقعداً من أصل ١٢٠ في الكنيست. كان الإقبال على التصويت منخفضاً وفي حدود ٥٠ في المئة بين الناخبين الفلسطينيين الذين بقوا في بلادهم بعد الاحتلال اليهودي الصهيوني.
اليهودي الأميركي ديفيد ماكوفسكي، وهو إسرائيلي قبل أن يكون أميركياً، كتب مقالةً في موقع معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يتحدث فيها عن ضم قطاع غزة إلى إسرائيل. كنت قرأت عن مطالبات يهودية بضم الضفة الغربية حيث يوجد عدد كبير من المستوطنات، والآن هناك حديث جديد عن ضم القطاع. أعتقد أن إسرائيل ستواجه انتفاضة جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة إذا حاولت ضم الضفة أو القطاع، أو الاثنين معاً.
كانت استطلاعات الرأي العام تسير ضد ليكود ونتانياهو، إلا أنه فاز بفارق صوت واحد على حزب الأزرق والأبيض، وهو سيشكل حكومة من أقصى اليمين الإسرائيلي بتأييد من حليفه الرئيس دونالد ترامب الذي اعترف قبل أيام بملكية إسرائيل مرتفعات الجولان السورية.
أقول لـ «الحليفين» ترامب ونتانياهو إن إسرائيل كلها تقوم في أرض فلسطين التاريخية، وليس في التاريخ أو الجغرافيا وجود لإسرائيل «التاريخية» التي يتحدث عنها الصهيونيون، فهي اختراع بعد المجزرة النازية لليهود في أوروبا، وهي لا تستمر إلا بتأييد الإدارة الأميركية من أيام ليندون جونسون وحتى اليوم.
بعد إغلاق صناديق الاقتراع كان كل من نتانياهو ومنافسه الجنرال السابق بيني غانتز يدعيان الفوز في الانتخابات. ليكود وحزب الأزرق والأبيض حصل كل منهما على ٣٥ صوتاً ثم حسم الأمر ليكود وهو يحصل على مقعد آخر في الكنيست متقدماً على منافسه الجديد في السياسة الإسرائيلية.
قرأت لـيوهانان بليزنر، رئيس معهد الديموقراطية الإسرائيلية (ديموقراطية قتل الفلسطينيين) أن الاقتصاد قوي، والأمن قوي، ومع ذلك فسياسي جديد تمكّن من بناء بديل للحزب الحاكم في شهرين وكاد يفوز بالانتخابات.
بعض أقصى اليمين الإسرائيلي لم يفز في الانتخابات، إلا أن آراءه معروفة، وهناك مثلاً موشي فيغلين رئيس حزب زيهوت، فهو يريد تشريع تدخين الماريوانا وبناء المعبد الثالث في الحرم الشريف الذي يقول عنه أقصى اليمين الإسرائيلي إنه جبل الهيكل. أقول لا جبل ولا هيكل، فالحرم الشريف على تلة صغيرة ولا يوجد تحتها أو فوقها أي وجود لهيكل إسرائيلي قديم أو جديد.
طبعاً عودة نتانياهو رئيساً للوزراء تعني زيادة الصعوبات أمام حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل. في سنة ١٩٩٢ حصل حزب العمل الإسرائيلي وحزب ميريتز اليساري على ٦٥ مقعداً. هذه المرة حصل حزب العمل على ستة مقاعد فقط بعد أن قاد يوماً السياسة الإسرائيلية كلها، وحصل حزب ميريتز على أربعة مقاعد.
الفلسطينيون في بلادهم المحتلة وفي الضفة والقطاع سيقاومون كل إجراء إسرائيلي ضدهم يؤيده الرئيس ترامب. وكان نتانياهو وعد بضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية إلى إسرائيل، ما لقي معارضة فلسطينية معلنة.
الآن، هناك حكومة فلسطينية جديدة يرأسها محمد اشتية وهو مفاوض معروف للسلام ومن منتقدي سياسة حماس في قطاع غزة. أعضاء الوزارة الجديدة أقسموا اليمين أمام الرئيس محمود عباس في مقره في رام الله. الوزارة تضم ٢٤ وزيراً وأمامها تحديات كبيرة أهمها مالية، مع وجود عقوبات أميركية ورفض إسرائيل دفع أي مبلغ من ١٣٨ مليون دولار من دخل الضرائب، خشية أن يذهب المال إلى أسر مناضلين فلسطينيين قتلتهم إسرائيل أو سجنتهم.
لا أجد مخرجاً من هذا الوضع يناسب الفلسطينيين.