قال وزير التربية والتعليم، حميد بن محمد عبيد القطامي، إن المتأمل للعالم قبل 40 أو 50 سنة لم يكن يتوقع أبداً أن يشهد هذا التطور المذهل في شتى المجالات، خاصة مجال التكنولوجيا والاتصال، وعليه يمكن قياس الأمر الآن بالتفكير في المستقبل، لنجد أنفسنا أمام تحديات حقيقية تشير بكل وضوح إلى أن آفاق التطور مفتوحة المجال، وأن على متخذ القرار في المؤسسات التربوية العمل في ضوء هذا التحدي. جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية الوزارية ضمن منتدى التعليم العالمي، الذي شارك فيه القطامي إلى جانب وزير التربية والتعليم في مملكة البحرين الشقيقة، الدكتور ماجد النعيمي، و مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم، الدكتور مغير الخييلي، ومدير عام مكتب التربية العربي لدول الخليج، الدكتور علي القرني، وتناولت ما يخص قضية التمكين من تكنولوجيا التعليم وتعزيز الهوية الوطنية وقيم المجتمع. وتطرق القطامي إلى المحور المصاحب لتكنولوجيا التعليم والمستقبل، والمتصل بالهوية الوطنية والقيم واللغة العربية، مؤكداً أن لدولة الإمارات هويتها ومنظومة القيم التي تميزها وتميز مجتمعها، وأن وزارة التربية تدرك ذلك، وتعمل على غرس قيم الهوية في نفوس الطلبة، وتنمية وعيهم بمسؤوليتهم الوطنية وواجباتهم. وتسعى الإمارات في ذلك وفق رؤية شاملة ومتكاملة للتطوير تشمل جميع العلوم والمعارف، وفي مقدمتها مقررات اللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الوطنية. لفت القطامي في الوقت نفسه إلى ما أنجزته الوزارة في هذا الصدد، وعلى وجه التحديد وما أقرته من وثائق وطنية مطورة للمناهج الثلاثة. وأكد النعيمي أنه دون شك ستظل التكنولوجيا العامل الرئيس لتطوير التعليم، والوصول بمستوياته إلى ما هو أفضل، لكن تغيير الثقافات الموجودة في البيئة التعليمية سيبقى واحداً من المسارات المهمة، التي يجب العمل فيها، حيث بات لزاماً الانتقال بالطالب من ثقافة الصمت إلى ثقافة الحوار، والتفاعل الصفي والمشاركة، إذا ما كانت المؤسسات التربوية تريد بالفعل تغييراً حقيقياً، وعليه لا بد أن نفكر في الوسائل والآليات الأفضل لتوصيل المعلومات والمعارف إلى الطالب من أجل تنمية مهاراته على أسس علمية صحيحة.