القاهرة ـ أ.ش.أ
تنطلق صباح /الخميس/ من القاهرة تحت شعار "مؤتمر المرأة العربية بين أهداف الالفية ومقررات بكين + ٢٠" أكبر تجمع للقيادات النسائية فى الوطن العربى بعد ثورات الربيع العربى، والذى دعا لعقده الاتحاد النسائى المصرى لسبعة أسباب رئيسية هى احياء دور الاتحاد النسائى العربى ليكون الممثل الاقليمى للمرأة العربية فى المحافل الدولية، خاصة وأن الذى اسسته سيدة مصرية هى هدى شعراوى، وتدنى معدلات المساواة بين الجنسين فى المنطقة العربية، خاصة فى دول الربيع العربى مما ينذر بخسارة المكاسب التي سجلتها المنطقة في الماضي على صعيد حقوق المرأة.
كما يهدف التجمع الى دراسة حالة المرأة العربية بعد ثورات الربيع العربى، وما تحقق لها من الأهداف الإنمائية للألفية وربطها مع قرارات بكين الخاصة بالمرأة، والتحضير لمراجعة تلك المقررات المزمع فى العالم القادم، وطرح التحديات والمعوقات، والنظرة المستقبلية في محاولة لبلورة أولويات المرأة العربية خلال العامين القادمين 2015 - 2017، ورسم ملامح خطة ثلاثية مستقبلية عربية واحدة من 2015 - 2018 للعمل العربى المشترك على مستوى المنظمات النسائية غير الحكومية.
وأشارت الدكتورة هدى بدران رئيس الاتحاد النسائى المصرى - فى تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الاوسط اليوم /الأربعاء/ - إلى حرص مصر على احياء دور الاتحاد النسائى العربى، الذى تأسس فى عام 1944 فى مؤتمر عقد بالقاهرة بجهود السيدة هدى شعراوى وبحضور ممثلات من 6 دول عربية، خاصة على ضوء ما تحتاجه قضية المرأة فى الوقت الراهن الى كل جهد يبذل والى تضافر كل تلك المجهودات لكى يتعاظم أثرها فى المجتمعات العربية وبالتالى فى المحافل الدولية والاقليمية.
وقالت "إن اتحاد نساء مصر هو منظمة غير ربحية وغير حكومية تهدف في المقام الأول إلى الدفاع عن حقوق المرأة المصرية والعربية في كل مكان من خلال تقوية وتصعيد دور المراة ومشاركتها في المجتمع بشكل ديمقراطي، حيث تعمل الجمعيات النسائية على رفع الوعي المجتمعي بأهمية الدور الذي تقوم به المرأة في بناء الديمقراطية والتأثير على السياسات، وذلك لتحقيق المساواة بين الجنسين".
واضافت بدران أن الاتحاد يهدف بشكل أساسي إلى تأكيد مشاركة المرأة المصرية في بناء الديمقراطية من خلال خلق الوعي بين قطاعات كبيرة بالمجتمع، مما يسهم في تشجيع المسئولين لتحسين وضع المرأة وتزويدها بما يساعدها على المشاركة الجديه في المجتمع المصري.
واوضحت أن الاتحاد تم انشائه بنفس الاسم الذى أطلقته السيدة هدى شعراوى من قبل على منبرها لدعم قضية المرأة، وان ذلك جاء بعد استنكار الجمعيات النسائية للوضع الحالى للمرأة في مصر خاصة بعد ثورة 25 يناير التي ظن الكثيرون انها ستكون إنفراجة في المشاركة النسائية بشتي مناحي الحياة، إلا أن ما حدث كان العكس تمام حيث تم تهميش واستبعاد للمراة مثلما حدث بالبرلمان وما قبله من استبعاد العامل النسائي في لجنه وضع الدستور، بالإضافة للمطالبات بالغاء المجلس القومي للمراة والغاء قانون الخلع وغيرها، لافته الى أنه ومن هذا المنطلق تم تكوين تحالف للجمعيات النسائية ضم حوالى 20 جمعية.
وأشارت الى ان تلك الجمعيات الأهلية نظمت مؤتمرا كبيرا في يونيه 2011 حضره حوالي 3000 شخص يمثلون المجتمع المدني، وتم خلاله مناقشة ميثاق يحدد دور المرأة في المرحلة المقبلة ويحدد مطالبها لكي تؤدى هذا الدور، وأسفرت توصياته عن الدعوة لإنشاء اتحاد نسائي مصري يعبر عن رأي المرأة المصرية بكل أطيافها في الموضوعات العامة وفى أمور المرأة وقضاياها بشكل خاص، وتحقيقا لهذه التوصية قامت مجموعة من الهيئات الأهلية بعقد عدة اجتماعات كللت بالنجاح فى تسجيل وإشهار اتحاد عام لنساء مصر هو "اتحاد نساء مصر".
ومن جهة آخرى، توافد على القاهرة اليوم معظم الوفود النسائية العربية المشاركة فى المؤتمر، والتى تمثل 13 اتحادا نسائيا و6 جمعيات اهلية من الجمعيات العاملة فى مجال المرأة من(اليمن، الكويت، لبنان، السودان، سوريا، موريتانيا، المغرب، ليبيا، جيبوتى، الأردن، البحرين، فلسطين، تونس، السعودية، والإمارات)، ويساهم فى تنظيم المؤتمر ثلاث جمعيات أهلية مصرية هى جمعية هدى شعراوى للنهضة النسائية برئاسة ليلى الألفى، وجمعية أصدقاء الشعب برئاسة عواطف والى، والاتحاد النسائى التقدمى برئاسة فتحية العسال.
وتستمر أعمال المؤتمر على مدى يومين، وتتضمن الجلسة الافتتاحية القاء الكلمات ثم جلسة عامة يتحدث خلالها عدد من الوزراء المصريين المعنيين بقضايا المرأة من مختلف جوانبها، وتتواصل مناقشات اليوم الاول على غداء عمل لإتاحة الفرصة لمناقشة قضايا المرأة فى مناخ غير رسمى أو تقليدى يساهم فى إحداث تقارب بين وجهات النظر المختلفة بشأن القضايا الشائكة المطروحة على جدول الاعمال.
ويشهد اليوم الثانى والأخير من أيام انعقاد المؤتمر طرحا من الدول الـ15 المشاركة لما تحقق فيها من أهداف الألفية ومقررات بكين الخاصة بتمكين المرأة، والتحديات التى تواجهها كل دولة عربية على حدة والتحديات المشتركة بين دول المنطقة العربية ، واصدار توصيات المؤتمر وأعلانه الذى يحمل شعار "إعلان القاهرة"، ويتضمن الدعوة إلى إجراء دراسة عن حالة المرأة فى العالم العربى تشمل التحديات الحالية التى تواجه المرأة العربية والنظرة المستقبلية، بالاضافة إلى الدعوة لعقد اجتماع آخر فى القاهرة بعد 6 أشهر من مؤتمر أبريل لمتابعة ما تم إنجازه من توصياته، حيث سيتم تشكيل سكرتارية خاصة تكون فى حالة انعقاد مستمر اعتبارا من انتهاء مؤتمر أبريل تتولى مهمة التواصل والتنسيق بين الاتحادات العربية فى شأن الخطط العامة التى سيتم وضعها.