الرباط - د.ب.أ
حال إغلاق الحدود الجزائرية المغربية منذ قرابة عقدين دون وصول مغربية لزيارة أختها جنوب الجزائر إلا بعد أن رحلة استمرت 3 أيام متواصلة، حيث يعكس ذلك مأساة آخرين ممن حال إغلاق الحدود دون زيارة أحبائهم، وأصبح لزاما عليهم قطع مسافة طويلة تبدأ بطائرة وتنتهي في حافلة، من أجل مشاركة أقاربهم مناسباتهم.
لم تتمالك المواطنة المغربية، أمينة حركاس، المقيمة بمدينة فجيج، جنوب شرقي المغرب، نفسها وهي تتحدث عن زيارتها لشقيقتها المقيمة بقرية بني ونيف، جنوب غربي الجزائر، إذ احتبست الكلمات في جوفها، وشرعت في البكاء وهي تقف على بعد عشرات الأمتار من الحدود.
وقالت حركاس، التي توجهت، قبل مدة بصحبة ابنها إلى قرية بني ونيف المجاورة، لحضور حفل زواج ابنة شقيقتها بمواطن جزائري، "بدل أن نقطع 3 أو 4 كيلو مترات، سافرنا لمدة 3 أيام".
وأوضحت المواطنة المغربية، "لم أستطع أن أترك أختي لوحدها في مناسبة كهذه، فتوجهت أنا وابني، من فجيج إلى وجدة، شمالي شرق المغرب، عبر الحافلة لمسافة تفوق 400 كلم، ومن مطار وجدة استقللنا الطائرة إلى غاية مدينة الدار البيضاء "شمالي غرب المغرب"، ومنها إلى مطار العاصمة الجزائر "شمال الجزائر"، لنواصل عبر الحافلة ليوم كامل إلى غاية بني ونيف "835 كلم جنوب الجزائر"، حسبما ذكرت وكالة الأناضول للأنباء، مشيرة إلى القرية الواقعة خلف الحدود المغربية الجزائرية بيدها.
وقال عدد من أهالي فجيج، "لا يستطيع أغلب الناس السفر إلى الجزائر عبر الطائرة، ثم ركوب الحافلة ليوم كامل، بسبب ارتفاع التكلفة، مما يجعل تبادل الزيارات بين فجيج وبني ونيف، يمر في الغالب عن طريق عبور الحدود بشكل غير قانوني.