كفرالشيخ - إسلام عمار
كشف مكتب المساندة القانونيَّة لقضايا المرأة ومناهضة الاتجار بالنساء في كفرالشيخ، عن انتشار وعودة زواج القاصرات في محافظة كفرالشيخ، وذلك حسب الدراسات المطلعة التي أجراها المكتب خلال الآونة الأخيرة، بالتعاون مع قسم التدريب الميداني في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية في كفرالشيخ، عن طريق وجود سماسرة مختصين بذلك، ما يعد عودة للزمن الماضي في زواج القاصرات دون أن يبلغن 18عاماً، وهو السن القانوني للزواج، على الرغم من التطورات التكنولوجية، وانتشار وسائل إعلام مرئية، ومقروءة، ومسموعة.
وأُجريت الدراسة من خلال ندوات خاصة، أقيمت في مدارس دسوق الثانوية التجارية للبنات، ومدرسة دسوق الثانوية الصناعية للبنات، ومدرسة دسوق الثانوية الصناعية المشتركة، ومعهد فتيات دسوق الثانوي الأزهري، حيث استفادت 1009 فتاة من هذه الندوات، وأسفرت عن حصر 129 فتاة متزوجة بالفعل، و139 فتاة مقبلات على الزواج، و38 فتاة متزوجة وتعاني من مشاكل صحيّة واجتماعيّة ونفسيّة، و5 حالات طلاق، والفتيات جميعها التي أجريت الدراسة من خلالهن، دون الـ18 عاماً .
وأكد مدير مكتب قضايا المرأة في كفرالشيخ، خالد شتا، أنّ زواج القاصرات وإرغامهن على ذلك، من أهم المشاكل التي يستقبلها المكتب، والذي يبدأ عن طريق انتشار الخادمات في المنازل بعد تسفيرهم إلى الخارج بواسطة سماسرة مختصين لذلك، وهي ظاهرة موجودة إلى وقتنا هذا، حيث يطلب من القاصرات أعمال خارجة عن الشرع والقانون، وهذا ينتشر في القرى والعزب الشديدة الفقر والجهل، حيث يحضر السمسار المختص في ذلك، ويأخذ مجموعة من الفتيات ويرسلهنّ إلى منازل الأثرياء في القاهرة والإسكندرية مقابل الحصول على مرتب خادمة منهن.
وأشار إلى أنّ الحل لمحاربة ظاهرة زواج القاصرات، هو تفعيل القانون الخاص بالطفل، والذي ينص على عدم زواج الفتاة دون 18 عاماً، وعمل قانون جديد يكون خاص بمكاتب الصحة، بعدم تقييد سن الطفل إلا بوجود وثيقة زواج مشهرة من المحكمة التي تتبعها الزوجة.
وأوضح الأستاذ المساعد في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية في كفرالشيخ، الدكتور أيمن حرويس، أنّ "عودة زواج القاصرات في كفرالشيخ ظاهرة بدأت تستشري وتنتشر بشكل ملحوظ خلال الآونة الأخيرة، وهي من الظواهر الموقوتة، وننظر لها نظرة يشوبها نوع من الازدراء لأننا كلنا نعلم الآثار السلبية الناجمة عن هذه الظاهرة، مثل المشاكل الصحية الخطيرة للقاصرات، وارتفاع نسبة الوفيات لهن في سن مبكرة، وهذه الظاهرة عودة مرة أخرى لفترات ماضية كانت تنتشر بها هذه الظاهرة في القرى والريف، وذلك بسبب الجهل وتدني المستويات التعليمية، والاقتصادية، والصحية، وما يزيد الأمر صعوبة وخطورة أن هذه الظاهرة بدأت تنتشر أكثر في بعض أماكن المدن والحضرية برغم توافر تطور التعليم".