الرياض – العرب اليوم
أسهمت نظرة المجتمع السعودي السلبية وثقافة العيب تجاه ممارسة مهنتي الخياطة والتجميل والكوافير وجعلها وظيفة تمارسها الفتاة السعودية في التأثير سلبا في قطاع المشاغل النسائية والتجميل، وذلك بإحجام الفتيات السعوديات عن تعلم هذه المهن أو ممارستها، بحسب دراسة أعدت لهذا الغرض، يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه هذا القطاع المهم من تدني مستوى تأهيل الكوادر الوطنية العاملة فيه، إذ لا يزال هاجس ضعف مستوى مخرجات الكلية التقنية وعدم توافر كوادر مؤهلة يسيطر على تذمر سيدات الأعمال والمستثمرات في القطاع من المؤسسات المعنية بالتدريب والتعليم ومنها الكلية التقنية قبل انخراط تلك المخرجات إلى سوق العمل، مؤكدات أن انعدام التأهيل وصل إلى حد جهل المخرجات بآليات نظم الإبرة.
من جانبها، قالت مديرة الجمعية التعاونية وسيدة الأعمال تغريد مرغلاني نقلا عن صحيفة "الوطن" إنها اضطرت لتدريب أكثر من 55 سعودية خريجة من الكلية التقنية في المدينة المنورة، وأثناء عملهن اكتشفت أنهن لا يجدن آلية نظم الإبرة في ماكينة الخياطة، وهن مخرجات يفترض أنهن مدربات.
وطالبت مرغلاني من الكلية التقنية بالتشديد والانضباط في تعليم مخرجاتهن بطريقة صحيحة حتى تسهم الكلية في الاستفادة من المتخرجات السعوديات في المشاغل النسائية بما يحقق رفع نسبة التوطين والحد من البطالة والتقليل من العمالة الوافدة.
بينما أكدت ممثلة كلية التقنية ومدربة التجميل السيدة هنادي نوح وجود فجوة كبيرة ما بين المشاغل النسائية والتدريب في الكلية التقنية، مشيرة إلى أن استمرارية شكاوى مالكات المشاغل من خريجات الكلية التقنية يعود إلى هدف صاحبات الصالونات التجميلية "المادي" الذي دائما ما يدفعهن إلى عمل أمور مغلوطة في التطبيق، وهذه الفجوة الكبرى التي تحصل ما بين الكلية وصاحبات الصالونات.
وأفادت هنادي أنه يتم تدريب الطالبات على أسس علمية صحيحة، إذ لا نستطيع أن نقول على تلك الأسس إنها 100%، لكن بإمكاننا القول إنها 85% سليمة وصحيحة، لكن صاحبات الصالونات يطالبن المتدربات بتطبيق أمور مغلوطة علميا، مطالبة باستضافتهن بالكلية التقنية للعمل معهن لسد تلك الفجوة، وإيجاد حلول جذرية.
وأضافت بأن السبب الثاني لضعف خريجات الكلية التقنية هو أن غالبية طالبات الكلية غير راغبات في التخصص، وأجبرن على الانضمام بسبب عدم قبولهن في أي جامعة أخرى والتخصصات التي يرغبن فيها، مؤكدة أن الكلية تعمل حاليا على معالجة ذلك عبر آلية جديدة لقبول الطالبات عبر المقابلات الشخصية والاختبارات للتأكد من رغبة الطالبة قبل التحاقها.
فيما أوضحت رئيسة لجنة المشاغل النسائية في الغرفة التجارية الصناعية في المدينة المنورة وسيدة الأعمال أسيل سلطان ، أن أبرز الصعوبات والتحديات التي واجهت المشاغل بعد قرار التصحيح هو نقص العمالة في المشاغل المخالفة، ولا مجال لسد هذا العجز إلا بأيد عاملة وطنية، مشددة على ضرورة التدريب والتأهيل لتحقيق الجودة.
وحول واقع قطاع المشاغل النسائية أكدت أن نظرة المجتمع السعودي السلبية وثقافة العيب تجاه مهنتي الخياطة والتجميل أسهمتا إلى حد كبير في إحجام الفتيات السعوديات عن تعلم هذه المهن أو ممارستها بحسب دراسة أعدت لهذا الغرض.