المنامة ـ بنا
برعاية وزير الصناعة والتجارة الدكتور حسن عبدالله فخرو نظمت جمعية سيدات الأعمال البحرينية بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية "يونيدو" منتدى "المرأة وريادة الأعمال والإبداع" تحت عنوان "التفاعل بين رائدات الأعمال والقطاعات المهمة التي تفيدهم وتلبي متطلباتهم" والذي يتزامن مع فعاليات اسبوع رواد الأعمال العالمي، وذلك بفندق ومنتجع إليت سبا بالمحرق.
وفي كلمته الإفتتاحية للمنتدى قال وزير الصناعة والتجارة إن حكومة البحرين الموقرة تعتز بالأنشطة والبرامج المتميزة التي تقوم بها جمعية سيدات الأعمال البحرينية ، وتفخر بالتعاون معها ورعاية برامجها التي تتقاطع في جوانب كثيرة منها مع برامج وزارة الصناعة والتجارة الموجهة للقطاع التجاري وبالذات تلك المعنية بالمشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي تتبع سيدات الأعمال البحرينيات اللواتي يشكلن اليوم نسبة كبيرة من منتسبي القطاع الخاص وتتشرف البحرين بهن وبجهودهن اللافتة للقاصي قبل الداني.
وأشار الوزير إلى أن مكانة المرأة تعتبر اليوم معياراً مهمّاً يوضح درجة تقدم أي مجتمع وقياس حركة تفاعله مع معطيات العصر الحديث بكل ما يحمله من قيم ومبادئ ، مشيراً إلى أن العهد الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ، قد وضع ميثاق العمل الوطني ودستور 2002 كأساس لمشروعية حقوق المرأة، إذ أكدت التعديلات على "مبدأ المساواة بين المواطنين دون أي تمييز بينهم في الحقوق والواجبات بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة"، وهو الأمر الذي أدّى إلى دعم دور المرأة التنموي وأضفى عليه المشروعية المستحقّة، كما جاء إنشاء المجلس الأعلى للمرأة برئاسة الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة ليتبنى ويطلق منذ تأسيسه العديد من المبادرات الداعمة للجهود الوطنية لتمكين المرأة البحرينية وإعلاء مشاركتها وإدماجها في مسيرة التنمية الوطنية من خلال وضع الإستراتيجية الوطنية واعتمادها من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وإعلان أول برنامج من نوعه للتمكين السياسي في الوطن العربي عام 2006 الذي يهدف إلى دعم وتمكين المرأة البحرينية من خلال تقديم البرامج التدريبية والتحفيزية المتخصصة والإستشارات النوعية لدعم مشاركتها في الشأن العام وتهيئتها للمشاركة السياسية وتبع ذلك إنشاء جائزة الأميرة سبيكة لتمكين المرأة البحرينية العاملة وزيادة نسبة تأهيلها وتدريبها وإدماجها في خطط التنمية بإتجاه تحقيق مستويات أعلى في تبوء المراكز القيادية والتنفيذية وصنع القرار، إلى جانب رعاية سموها للمبادرة الخاصة بتشجيع رائدة الأعمال البحرينية الشابة في مجال ريادة الأعمال ، ونشر ثقافة الروح الريادية بين الشابات وتشجيعهن على المبادرة والإبداع من خلال جائزة "إمتياز الشرف لرائدة الأعمال البحرينية الشابة" والتي تُمنح نظير المساهمة في تنمية الإقتصاد الوطني والجمع بين الريادة في إدارة إحدى المؤسسات الإقتصادية الخاصة والتميز في النهوض بمسؤوليتها الإجتماعية تجاه المجتمع، إضافة إلى تدشين برنامج التمكين الإقتصادي للمرأة البحرينية والذي يهدف إلى تخفيض نسبة العاطلات عن العمل وجذب وتمكين المرأة لإدارة الأعمال الخاصة.
وأشار الوزير إلى أن ما تم إستعراضه يؤشر إلى وضوح الرؤية عند قيادة هذا البلد العزيز بحتميّة المواجهة لكل صور التمييز ضد المرأة وتأهيل البنية التشريعية والإجتماعية بما يسمح لها أن تؤدّي دورها المنشود فتكون لمشاركتها قيمة مضافة مهمّة في العملية التنموية من خلال سعيها وإجتهادها لأن ترتقي وتبني وتحقّق النجاح تلو النجاح وتقتحم مجالات وقطاعات العمل المختلفة وأن تشارك بإصرار وثقة في العمل السياسي والإقتصادي والإجتماعي.
وفي هذا السياق قدم الوزير لمحة سريعة لإحصائيات وزارة الصناعة والتجارة للعام المنصرم ، والتي يتبين من خلالها بأن عدد المؤسسات الفردية العاملة العائدة للنساء في مملكة البحرين قد إرتفع في عام 2013 بنسبة 10,3% عما كانت عليه في عام 2012 ، مما أدى إلى رفع مساهمة المرأة من مجموع عدد المؤسسات التجارية العاملة إلى 40,5% حيث كانت النسبة 39,5% في عام 2011.
وأضاف أن هذا المنتدى المهم يأتي اليوم ليؤكد المكانة الراسخة للمرأة في قطاع الأعمال والتجارة في البحرين، حيث أصبح حال المرأة اليوم كحال الرجل في تبؤ المكانة التي تختارها ضمن مشاركتها في صنع القرار السياسي والإقتصادي في هذا البلد ، لذا فإن هذا المنتدى يأتي كلبنة إضافية في هذه المساحة حيث يكتسب أهميته من خلال حضور مجموعة متميزة من قادة الأعمال والإختصاص، ضيوفاً ومشاركين ومتحدثّين والذين لابّد أن تسفر مداولاتهم ومناقشاتهم المتعمقة للمواضيع المطروحة حول دور المرأة العربية كسيدة أعمال وإستلهام تجاربها بشكل عام في التوصّل إلى إستنتاجات وتوصيات تصّب في صالح تأكيد الدور الأساسي والمتعاظم في واجبات ومهام سيدّات الأعمال في المستقبل وتأكيد قدراتهم في إدارة المؤسسات الكبيرة وإتخاذ القرارات الصعبة وترسيخ مبدأ مشاركتها كلاعب رئيسي في مسيرة التنمية الإقتصادية.
وأكد الوزير دعم ومساندة قيادة وحكومة مملكة البحرين الموقرتين لكل الجهود التي تصب في تعزيز مشاركة المرأة وتمكينها للمساهمة في مسيرة التنمية المباركة ، ولن تدخّر الحكومة الموقرة أي جهد في هذا الجانب وصولاً إلى تمكينها من أداء دورها كاملا في التطور الإقتصادي والإجتماعي الذي تنشده لعالم أكثر تسامحا وعدلاً وأماناً.
من الجدير بالذكر إن منتدى "المرأة وريادة الأعمال والأبداع" يهدف بالأساس إلى مساعدة رائدات الأعمال وصاحبات المشاريع لإستحداث مشاريعهن الخاصة، وتشجيعهن على تحقيق تطلعاتهن في مجال الأعمال وتدريبهن على الإبتكار والاستفادة من مزايا شبكات الأعمال وكيفية التواصل مع المستثمرين وكيفية إكتشاف الفرص والإمكانيات الكامنة لديهن. وسوف تتضمن الفعالية تخريج المتدربين من المؤسسة الخيرية الملكية في برنامج الـ"يونيدو" لتمكين المرأة.
بعدها بدأت ورشة العمل والتي ترأستها السيدة بتول داداباي رئيسة لجنة رواد الأعمال بجمعية سيدات الأعمال البحرينية ، وتحدث بها كلٍ من السيدة نادية الدوسري المدير العام لشركة السيل، والسيد رياض الزامل مدير مجموعة راز، والسيدة إيمان بوبشيت مدير شركة كينوتس، والسيد عفيف برهومي خبير ترويج الإستثمار ومنسق اليونيدو، والسيد عصام حماد مدير دعم الأعمال بـ"تمكين".