القاهرة - العرب اليوم
كتب الفنان محمد عبد الوهاب فى خواطره: "يظل المرء شابا مهما كبر إلى أن تموت أمه، فيشيخ فجأة". والمأساة أن هناك من الأطفال من يشيخون ولكن قبل أن تموت أمهاتهم، مثل تلك البنت التى انفصل أبواها وتزوجت أمها وسافرت إلى الخارج تاركة ابنتها منذ عامها الأول ولم تسأل عليها مرة واحدة لمدة 25 عامأ كاملة! والترك ليس بالضرورة مادياً فقد يكون نفسياً، أى أنه يمكن أن يحدث حتى مع وجود الأم مع أبنائها فى نفس المنزل. فبعض الأمهات يعتمدن على مربية ترعى الأبناء وتقوم بشئونهم. وهذا يحرم الأبناء من احتياجات كثيرة لا تسددها إلا الأم، فما هذه الاحتياجات؟ وكيف يضار الأبناء بترك الأم تربيتهم لمربية؟
[اقرأي أيضا :الأم العاملة: من يرعى ابنك أثناء غيابك؟]
ما أهمية الأم فى تسديد احتياجات الطفل وتكوين شخصيته؟
تتكون صورة الطفل أمام نفسه من خلال علاقته بوالديه وتتأثر تأثرا بالغا بالكيفية التى تراه بها أمه وتعامله بها.
يحتاج الطفل إلى علاقة جيدة بأمه ليشعر بالأمان وتقدير الذات: حيث يكون لديه شعور بالضعف لاعتماده على الآخرين فى كل شئ تقريباً، فتقديره لنفسه غير مؤكد ومعاملة الوالدين تؤكد ذلك أو تنفيه. والاستنتاج الذى يصل إليه الطفل عن نفسه يصعب تغييره.
يحتاج الطفل إلى علاقته بأمه لتكوين ما يسمى بالثقة الأساسية، وهى القدرة على الدخول فى علاقة. ونحن لا نولد بالثقة بل يجب أن نمر بمواقف وتجارب نخبر فيها الثقة قبل أن نستطيع الثقة بالآخرين.
الانتماء إلى شخص أو شئ أكبر من أنفسنا أمر نحتاجه جميعاً. والأم من خلال حبها ورعايتها تجعلنا نشعر أننا مرغوبون، مما يغرس فى الطفل مشاعر بالقيمة والثقة فى العلاقات.
يحتاج الطفل إلى شخص يحبه: وهذا ضرورى لتطوره العاطفى والاجتماعى وكذلك العقلى والجسمانى. فالحب يملأنا بالأمل والتفاؤل. والطبيعى أن الأم هى آمن شخص يمكن أن يحبه الطفل.
كيف يضار الأبناء من تركهم لمربية وحرمانهم من اهتمام الأم؟
يتكون لدى الطفل شعور بالنقص وتضعف ثقته بنفسه بسبب إهماله من قبل أهم إنسان بالنسبة له فى الحياة وشعوره أنه غير مرغوب.