بغداد ـ وكالات
أعلنت وزارة الاتصالات، الاثنين، عن إنجاز مشروع ربط العراق بالعالم عبر كابل بحري عالمي، وفيما أكدت سعيها لإطلاق أول قمر صناعي عراقي يحمل اسم "كلكامش 1"، دعا رئيس الوزراء نوري المالكي الوزارة إلى الإسراع بتطوير قطاع الاتصالات. وقال المالكي في كلمة له خلال حفل أقامته الوزارة في البصرة بمناسبة إنجاز المشروع الكابل البحري وحضرته "السومرية نيوز"، إن "العراق أنعزل عن العالم في عهد النظام البائد، وسيعود من خلال تطوير قطاع الاتصالات"، مبيناً أن "الحكومة تريد الكثير من الإنجازات على مستوى قطاع الاتصالات، وتريد قمراً صناعياً للعراق حتى يكون فاعلاً في المجتمع الدولي". ولفت المالكي إلى أن "وزارة الاتصالات لم تشهد تقدماً في الأعوام السابقة، إلا أننا بدأنا اليوم نلمس منها توجهات كبيرة لتحقيق إنجازات"، معتبراً أن "لولا الإصلاحات في بعض مفاصل الوزارة لبقينا نتحدث عن التطورات التي يشهدها العالم في مجال الاتصالات من دون أن نتقدم خطوة باتجاه مواكبة تلك التطورات". من جانبه، قال وزير الاتصالات بالوكالة طورهان المفتي في كلمة خلال الحفل، إن "مشروع ربط العراق بالكابل البحري العالمي هو من أهم مشاريع الاتصالات منذ عام 2003"، موضحاً أن "الكابل الذي يمتد الجزء العراقي منه تحت المياه الإقليمية ويرتبط بمحطة ساحلية في قضاء الفاو سوف يمكن العراقيين من استخدام تقنيات المعلومات بشكل أفضل، بحيث يوفر دقة وسرعة في نقل البيانات مع الحفاظ على خصوصيتها". وأشار المفتي إلى أن "الكابل البحري سيخفض كلفة خدمة الانترنت بشكل كبير اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، فيما تعد كلفة هذه الخدمة في العراق حالياً من أعلى الكلف في العالم"، مضيفاً أن "الوزارة وبعد أن أنجزت مشروع الكابل البحري تستعد لتوقيع عقد من أجل ربط العراق عبر الخليج بكابل بحري آخر، فيما تواصل الوزارة سعيها لإطلاق (كلكامش1) في الفضاء، والذي سيكون أول قمر صناعي عراقي للاتصالات". بدوره، قال مدير مديرية الاتصالات والبريد في البصرة رياض علي والي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الحفل أقامته الوزارة بعد أن أنجزت الشركة المستثمرة المتعاقدة معها مشروع ربط العراق بالكابل البحري (GBI)، وقد نفذ المشروع بصيغة المشاركة بين الوزارة وشركة (ITC)، فيما بلغت كلفة المشروع 36 مليون دولار". وبحسب مدير عام الشركة العامة للاتصالات والبريد بالوكالة صالح حسن علي، فإن "العراق يكتسب أهمية إستراتيجية في مجال الاتصالات على مستوى العالم، فهو بحكم موقعه الجغرافي يربط بين قارتي آسيا وأوربا، والكابل البحري يمر من أوربا عبر البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وصولاً إلى الخليج العربي"، مضيفاً أن "العراق وبعد ربطه بالكابل البحري (GBI) فقد دخل المنظومة الاقتصادية العالمية للاتصالات، وسيكون بإمكان العراقيين استخدام الإنترنت بسرعة عالية وسحب سعات أكبر مع انخفاض تكاليف الخدمة". ويكتسب الكابل الضوئي البحري مواصفات عالية الجودة، فهو يصنع من مادة رقيقة جداً من الزجاج تستخدم كألياف ضوئية ناقلة للبيانات بسرعة فائقة، وتزرع تلك الكابلات في البحار والمحيطات للربط بين البلدان مع بعضها البعض لتبادل خدمات الاتصالات المختلفة، ومنها المكالمات الهاتفية التقليدية وخدمات الانترنت. وتمتد منظومة كابلات (GBI) بطول 13 ألف كيلومتر تقريباً، لتوفر ربطاً مباشراً بين الدول المطلة على الخليج العربي التي تضم قطر والإمارات والسعودية والكويت والبحرين والعراق وسلطنة عمان، فضلاً عن إيران، وتتصل منظومة منطقة الخليج بالقارة الآسيوية عبر مدينة بومباي الهندية، وبالقارة الأوربية عبر جزيرة صقلية الإيطالية، ومنها إلى أوروبا عبر مدن تضم لندن، وفرانكفورت، وأمستردام، وباريس، ومرسيليا وإسطنبول. يذكر أن قطاع الاتصالات في العراق تعرض إلى الانهيار في عام 2003، على اثر قيام القوات الأميركية قبيل اجتياحها البلاد بقصف عشرات المواقع والمباني الخاصة بالبنية التحتية الوطنية للاتصالات، وذلك لان منظومات الاتصالات العسكرية والأمنية لم تكن مستقلة، وإنما كانت تعتمد على المنشآت والشبكات التابعة لوزارة المواصلات، والتي قامت في السنوات السابقة بإعادة إعمار منشآتها وتطوير شبكاتها الأرضية لكن الخدمات التي توفرها مازالت دون مستوى طموح المواطنين.