واشنطن - العرب اليوم
ينصح الخبراء المستخدمين الراغبين في الاستفادة من مزايا التخزين السحابي، لكنهم يخشون من اختراق خصوصياتهم، بالتخلي عن شركات خدمات الإنترنت الأميركية الشهيرة واللجوء إلى الحلول التقنية التي تتيح إنشاء سحابة خاصة، أو على الأقل الاعتماد على الشركات الموثوقة في تشفير البيانات، خاصة أن أصداء فضيحة التجسس الأميركية لا تزال تخيم على عالم الإنترنت. وتعتبر أسهل طريقة لتخزين الملفات في المنزل، مع إمكانية الوصول إليها من أي مكان في العالم باستخدام موجِّه "راوتر" حديث يضم منفذا للناقل التسلسلي العام "يو.إس.بي"، حيث يتم وصل هذا الموجِّه بقرص صلب خارجي أو وحدة تخزين شبكية التي تقوم الشركات المنتجة لها بدمجها بخدمة حوسبة سحابية خاصة بها، حسب مدير معهد أمان الإنترنت في جامعة ويستفاليا الألمانية نوربيرت بولمان. وتتيح هذه الخدمة الوصول إلى وحدة التخزين في المنزل عبر عنوان ثابت، على الرغم من تغيير عنوان بروتوكول الإنترنت "آي.بي" لجهاز الراوتر باستمرار، وغالبا ما يتم الوصول إلى البيانات عبر متصفح الإنترنت، لكن مثل هذه الحلول ذات قيود خاصة عند الرغبة مثلا في مشاركة البيانات مع الآخرين أو في ما يتعلق بحجم الوظائف المتوافرة. ولتخطي هذه المشكلة تتوافر برامج مجانية للحوسبة السحابية، مثل برنامج "أون كلاود" الذي يتيح للمستخدم تحويل حاسوبه الموصول بالإنترنت في المنزل للقيام بوظائف خادم "سيرفر" الخدمات السحابية، ويمتاز هذا البرنامج بأنه يعمل على الحواسيب القديمة حتى أنه يمكن استخدام حاسوب مصغر مثل حاسوب "راسبيري باي" الاقتصادي لصنع خادم للسحابة. ويتطلب استخدام هذه البرامج تحديد عنوان إنترنت ثابت عن طريق خدمة أسماء النطاقات الديناميكي "DynDNS" وتتوافر هذه الخدمة مجانا لدى العديد من الشركات، مثل "No-IP.com" أو "Selfhost.de"، ولا بد من إدخال اسم المضيف في إعدادات جهاز الراوتر تحت بند أسماء النطاقات الديناميكي، وكذلك في بند "OwnCloud https"، إضافة إلى إتاحة منفذ "Port 443" لعنوان بروتوكول الإنترنت الخاص بخادم برنامج "أون كلاود". ورغم أن وجود الخادم في المنزل يمنح المستخدم بعض الثقة، إلا أنه يجب أن يأخذ باعتباره الاستغناء عن المزايا التي تقدمها شركات استضافة مواقع الويب، مثل الصيانة المنتظمة والتواجد المستمر، كما يجب الحذر من احتمالية تعرض الخادم للسرقة أو الحريق أثناء وجوده في المنزل. ولا يقتصر برنامج "أون كلاود" على الخادم الموجود في المنزل فقط، ولكن يمكن تثبيته لدى الشركات المخصصة لاستضافة مواقع الويب، أو حجز مكان على الويب أو على "خادم" افتراضي نظير اشتراك شهري بتكلفة زهيدة، لكن في كلتا الحالتين يتعين على المستخدم الحصول على شهادة "SSL" و"Https"، الأمر الذي قد يتطلب جهدا كبيرا من المستخدم العادي الذي يرغب في حماية بياناته، كما أن عليه تثبيت التحديثات بصورة منتظمة. ولتسهيل الأمر على المستخدم العادي تقدم بعض شركات استضافة مواقع الويب حلولا جاهزة لبرنامج "أون كلاود" تتيح له التعامل معها بسهولة، وإضافة إلى تخزين الملفات على سحابته الخاصة تتيح له أيضا مزامنة جهات الاتصال والمواعيد أو المهام المختلفة بين العديد من الأجهزة من خلال برامج مخصصة للحواسيب أو تطبيقات لنظامي تشغيل الأجهزة الذكية غوغل أندرويد وأبل "آي.أو.إس". وإذا تعذر على المستخدم الاستفادة من أي من هذه الحلول التقنية لإنشاء سحابة خاصة ينصح بولمان بالاستعانة بإحدى خدمات التخزين السحابي الجديرة بالثقة، مشددا على ضرورة أن يقوم المستخدم في كل الأحوال بتشفير بياناته قبل تخزينها على مواقع الحوسبة السحابية، وذلك عن طريق العديد من البرامج المجانية.