عقد مؤتمر التطور التكنولوجي والعلمي للاتصالات في المركز العالمي لحوار الحضارات "لقاء" في الربوة، بدعوة من بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك البطريرك غريغوريوس الثالث لحام، وبالتعاون مع وزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال نقولا صحناوي. بداية بالنشيد الوطني، فكلمة مقدم المؤتمر الدكتور إيلي حليحل تناول فيها "أهمية تطوير قطاع الاتصالات لوضع هذا التطور في خدمة وتفعيل التواصل واللقاء بين شرائح المجتمع اللبناني". بدوره، قال الأمين العام للجمعية اللبنانية لتطوير الحوار رضا المصري عول على "تطور الإتصالات في تقريب وجهات النظر وتسريع التواصل وخدمة الحوار بطريقة أفضل"، مؤكدا أن "الثورة التكنولوجية تساهم في تسريع تحطيم كل الحواجز المصطنعة بين كافة مكونات المجتمع". وتحدث المحامي كريم قبيسي عن "الاتصالات بين القانون والتشريع"، فقدم شرحا مفصلا عن قطاع الاتصالات في مجال الهاتف الثابت والخليوي، وتطرق إلى القوانين التي وضعت ولم تقر بعد، وذلك ما يسبب التقارب في الصلاحيات بين الادارات ومطالبة بتحديث القوانين التي تقترحها اللجنة لمواكبة التطور". أما انعكاس تطور تقنيات الاتصالات على مستوى الإنتاج السينمائي والتلفزيوني والفني بشكل عام فقد طرحته الممثلة رلى حمادة التي طالبت وزير الاتصالات بـ"وضع ويب سايت عن الفنانين اللبنانيين تقدم أعمالهم واستعادة ذاكراتهم وتكوين باب لمعرفة الأجيال الجديدة على أعمالهم". أما الإعلامي جورج قرداحي فأثار انعكاس الثورة الرقمية والاتصالات على المنظومة الاعلامية، وطالب بـ"وضع قانون جديد لتنظيم الاعلام في لبنان كافة، بما فيه الاعلام الإلكتروني وإعطاء صلاحيات تنفيذية أكبر للمجلس الوطني للاعلام ليتمكن من الأشراف على المواد الإعلامية في جميع وسائل الأعلام التقليدية والالكترونية". وتحدث خير الدين عن "تحديات تمويل الشركات الناشئة"، مؤكدا "الاستثمار في الشركات اللبنانية الناشئة لنقل المعرفة". وأثنى على "دور البنك المركزي في تشجيع المعارف للاستثمار في هذا المجال، خلال استثماره في هذه الشركات بحماية 75 % من قيمة رأس المال، ما يحمل المستثمر 25 % من المجازفة. بدوره، تحدث صحناوي لفت الى ان "ثورة الاتصالات تبدأ مع تطوير البنية التحتية"، وقارن بين الشبكة القديمة لـ DSL والحالية، وكيف تتطور خلال فترة قصيرة". وعدد الإنجازات التي قدمتها الوزارة والتي "تجعل لبنان في عداد الدول المتنافسة في عالم التكنولوجيا"، موضحا أن "بعض المشاريع الموضوعة تحتاج إلى قرار من مجلس الوزراء". وأشار الى ان "نسبة الاختراق من الانترنيت على الخليوي 47 في المئة، 9 في المئة من الناتج المحلي هو قطاع المعلوماتية، و15 في المئة من مجموع المداخيل من قطاع الاتصالات ما يعد ثاني مدخل للخزينة، ويعد لبنان الثالث بين الدول العربية للاستثمارات في مجال المعلوماتية وأول بلد في العالم من حيث نسبة عدد المهندسين ونصف المنشورات التي توزع في العالم العربي تصدر من لبنان ويعتبر لبنان الأول في إنتاج الكليبات الفنية". وأكد أن ما فعله خلال سنتين في وزارته "زاد سرعة الثابت 12 مرة على الخليوي". ووعد الممثلة حمادة بتنفيذ طلبها "بدمج سايت خامس بالإعمال الفنية بالتعاون مع وزارة الثقافة على نفقة الوزارة".من جهته، ربط لحام بين "البعد الالهي والتطور الانساني تحت عنوان ثورة الاتصالات تزيل الحواجز بين الانسان وأخيه الانسان على إمتداد الجغرافيا"، فطالب بـ"الارتقاء الى أعلى قمم الرؤية البشرية والمتصلة بالرؤية الإلهية"، معتبرا ان "أول مؤسس للاتصالات هو الله الذي لم يتخل عن مخلوقه الانسان من خلال إعطائه أول إرسال أن انموا، اكثروا، املأوا الارض، اخضعوها".في نهاية المؤتمر، تلا مستشار الشؤون العامة في بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك المونسينيور شربل الحكيم التوصيات التي خلص اليها المجتمعون وأعدتها اللجنة المؤلفة من: الإعلاميين جورج قرداحي وطلال عساف، القاضي جورج عطية، الدكتور إيلي حليحل، الدكتور مصطفى المصري والممثلة رلى حمادة. وجاء في التوصيات: "1- الدفع في اتجاه تنفيذ رؤية وزارة الاتصالات جعل لبنان منصة رقمية، وتحويله محورا للنشاط الرقمي في المنطقة. 2- إكمال مشروع الالياف البصرية تمهيدا لمشروع FTTX، وربط المستخدمين ذات الكثافة العالية. 3- تأمين البيئة الرقمية الملائمة والمناسبة Ecosystem. 4- الافادة من التحديث الذي شهده قطاع الاتصالات لتشجيع نمو الشركات الناشئة. 5- إنشاء الحكومة الالكترونية، واقرار قانون التوقيع الالكتروني. 6- خفض الاسعار. 7- تشريع التخابر الصوتي عبر الانترنت VOIP. 8- تحديث القطاع التعليمي، وجعل مادة البرمجة المعلوماتية في صلب المنهاج. 9- إقامة ورش عمل بين مختلف اللاعبين في قطاعي الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والاعلام، نظرا الى اهمية التكامل والتكافل بينهما للافادة الاعلامية القصوى من الثورة الرقمية".