جدة – العرب اليوم
تبدأ أمانة جدة قريبا استكمال استكشاف عين فرج يسر الأثرية والتي تقع في سوق العلوي بالمنطقة التاريخية بجدة حيث رفعت الأمانة في ميزانيتها الحالية المبالغ المعتمدة بما فيها نزع الملكيات من اجل تتبع نبع العين.
وأولى الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود يرحمه الله من عام 1400 إلى 1420هجرية عندما كان أميرا لمنطقة مكة المكرمة اهتمامه بضرورة البحث والاستكشاف عن العين باعتبارها قيمة أثرية وتاريخية مهمة وأمر رحمه الله آنذاك أن تتم عملية البحث والاستقصاء عنها على نفقة صندوق الأمير ماجد الخيري خلال تولي سموه إمارة منطقة مكة المكرمة.
وقدر رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس نوار عمر العين بنحو 500 عام تقريبا مبينا أن العين لها أسماء شهيرة وبنيت لتوفير المياه الصالحة للشرب لسكان المنطقة التاريخية ووجود فائض من المياه يلبي احتياجات السكان وأكد أن سمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله وجه أمانة جدة والمهندسين من أبناء المنطقة الذين كانوا يعملون في قطاع البناء بسرعة الوقوف على العين في موقعها والبحث عن مصادرها بعد أن دل على مكانها أحد أبناء المنطقة لتكون واحدة من الآثار والكنوز التي تزخر بها تاريخية جدة وتحمله تكاليف الدراسات والأبحاث مهما كانت قيمتها.
وأضاف نوار بأنه قد تم تكوين فريق عمل من أبناء ومقاولي المنطقة التاريخية وعددهم ستة معلمي بناء وكان يطلق عليهم "معلم بنا" وهم المعلم احمد عشري وحسن محول وعبدالله سمندر واحمد بخاري واحمد قاسم واحمد مليباري قاموا بعمل 4 اختبارات للكشف على العين حيث ظهرت في المرحلة الخامسة بعد الحفر وإزالة التراب قاعدة العين وكان ذلك عام 1414 هجرية إلا أنها لم تكن دليلا كافيا على وجود عين أثرية حتى ظهرت عقود دائرية استبشر على أثرها المهندسون وفريق العمل وجعلهم يتأكدون على وجود العين.
وبدأ الفريق في تكملة العمل بإزالة التراب في عمق الأرض وبدأت مسارات العين تظهر من خلال وجود الحجر المنقبي وتم تحديد مكان عين "فرج يسر" وعثر على قطع أثرية ونقدية مدفونة داخل الأرض وتم تتبع المسارات حتى ظهرت المناهل وهي مكان تخزين المياه وهو ما يعرف بالصهاريج. وأوضح سامي نوار أن الفريق أكمل عمله وتم رفع التقرير لسمو الأمير ماجد بن عبدالعزيز الذي استبشر بالاكتشاف والذي كان يرحمه الله صاحب الفضل في وجود هذه العين.
يذكر أن عين فرج يسر "كانت تجلب من وادي القوس على بعد عشرين كيلو مترا من المنطقة التاريخية وبنيت من اجل توفير الماء للسكان ووجود احتياطي لهم في حالة الأزمات.
وكان لجهود صاحب السمو الملكي الأمير ماجد بن عبدالعزيز يرحمه الله واهتمامه باستكشاف الآثار التي تزخر بها المنطقة الأثر والفضل في اكتشاف العين حيث انشأ يرحمه الله صندوق الأمير ماجد الخيري لأبحاث ودراسة الآثار في منطقة جدة التاريخية.
وقامت أمانة جدة برفع مشروع استكمال اكتشاف العين للميزانية الحالية واعتماد نزع الملكيات ليتمكن فريق البحث من مواصلة ما قام به الفريق السابق.
ويروي المؤرخ محمد طرابلسي في كتابه "جدة.. حكاية مدينة" حكاية عين "فرج يسر" بقوله هي عين ماء على عمق يزيد على الثمانية أمتار وبمساحة 812 م2، وبها سبعة أحواض موصلة بقناة، وأطلق عليها هذا الاسم نسبة لأحد تجار جدة وهو فرج يسر، والذي نهض بعبء جمع التبرعات من التجار في العام 1270ه لإصلاح عين «القوصية»، بعد حدوث أزمة في المياه، واستطاع إعادة جريان الماء إليها واستمر حتى عام 1304ه.