وزير الثقافة القطري حمد بن عبدالعزيز

أكد  الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، أن الترجمة أصبحت ضرورة قصوى في الوقت الراهن، وأن دولة قطر أدركت ذلك جيدا فكان اهتمامها بالترجمة كبيرا من خلال إنشاء معهد دراسات الترجمة التابع لجامعة حمد بن خليفة وإنشاء مركز للترجمة بوزراة الثقافة والفنون والتراث يهتم بالترجمة من وإلى اللغة العربية، بالإضافة إلى أن جميع جامعات المدينة التعليمية تهتم بهذا الجانب، فضلا عن مراكز الترجمة الأخرى.

  جاء ذلك في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا على هامش افتتاح الدورة السادسة للمؤتمر الدولي للترجمة الذي ينظمه معهد دراسات الترجمة التابع لجامعة حمد بن خليفة بمركز قطر الدولي للمؤتمرات ويستمر لمدة يومين تحت عنوان "ترجمة الخليج : تخطي حواجز المعرفة".   وأوضحأن اهتمام الدولة بالترجمة ليس مقصورا على لغة واحدة، بل يتعداها إلى العديد من اللغات الأخرى الحية الموجودة في العالم.. قائلا " نحن في قطر أحوج ما نكون إلى الترجمة لأن مجتمعنا به كل اللغات والثقافات، وهذا جانب إيجابي إذا تعاملنا معه بإيجابية، ولذلك فمن الحكمة أن يكون لدينا في جامعة حمد بن خليفة معهد دراسات الترجمة، وتسليط الأضواء عليه لأن الأمم المتقدمة هي التي تهتم باللغات الأخرى".   وضرب وزير الثقافة والفنون والتراث مثالا بعالمنا العربي والإسلامي في عهد هارون الرشيد والخليفة المأمون، وقال "إنه في الوقت الذي كانت الدولة الإسلامية في أوج ازدهارها وتطورها أنشئ بيت الحكمة وغيره للاهتمام بترجمة المؤلفات الأجنبية".   وشدد  على أنه حين تثق الأمة في نفسها وقدراتها تركز على تعلم لغتها أولا، ثم يأتي الاهتمام باللغات الأخرى لأن ذلك أمر هام جدا في الانفتاح على العالم والنهل من الثقافات الأخرى، موضحا أن التقدم لا يعني تعلم اللغات الأخرى على حساب اللغة القومية.. فاللغة القومية "وهي العربية في حالتنا" يجب أن تعطى الأولوية المطلقة. ونوه بأن تعلم اللغات الأخرى والترجمة عنها ضرورة لذلك فوجود هذا المؤتمر كل عام واستمرار هذا المعهد في أداء دوره على الوجه الأكمل وما حققه من مكانة دولية هو إنجاز لدولة قطر.    وأثنى  وزير الثقافة والفنون والتراث على دور المعهد في تعليم طلبته الترجمة، وخلق كوادر لها لأنه أصبح من الصعب أن يعيش الإنسان بلغة واحدة، خاصة إذا كان يريد أن يقوم بعمله على الوجه الأكمل أو يخدم وطنه بالطريقة المثلى.   وتمنى  الدكتور الكواري،أن يرى لغات حيوية جديدة مثل اليابانية والصينية في المعهد مستقبلا، خاصة أن العالم اليوم في حاجة كبيرة للاهتمام باللغات والترجمات، كما تمنى سعادته نجاح هذا المؤتمر في تسليط الضوء على مجال الترجمة وما يشهده من تحديات.   وأوضح، في ختام تصريحاته لـ قنا، أن العالم الآن أصبح صغيرا، والترجمة أمر مهم في حياة الأمم منذ خلق الله البشرية طالما وجد تعدد اللغات لأن الصلة بين البشر لابد أن تتوافر باستمرار وما يحقق هذا التواصل هو الترجمة.