عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس

 ألقى الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د. عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس كلمة أثنى فيها على موقف الدول الإسلامية التي هبت لنصرة الأشقاء اليمنيين قبل البدء في درسه الأسبوعي في المسجد الحرام.

وقال الشيخ السديس: "إلى أخوتنا اليمنيين الأشقاء إلى جندنا العزيز من الأمة الإسلامية الذين مدحهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثنى عليهم بقوله "العلم يماني والحكمة يمانية"، إن أهل اليمن العزيز الذين ابتلي بفئة باطلة باطنة حيث تعرضت بلادهم للدمار والتخريب من قبل المليشيات الحوثية المدعومة من جهات أجنبية تسعى في زعزعة أمن العالم الإسلامي وأظهرت العداء لأهل السنة والعقيدة وما هم محبون لها، وما إن حصل هذا القرار من قادة هذه البلاد المباركة ومن إخوانهم قادة الدول الإسلامية الذين قاموا بواجبهم العظيم تلبية لنداء أخوانهم في اليمن، وذلك من مباغاة شرعية وأسس عقدية وركائز تعتمد على مصالح الأمة، فقد استجار أهل اليمن بإخوانهم في هذه البلاد لنصرتهم ورفع الظلم عنهم ويقول الله عز وجل "وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ" (الأنفال 72)

وأضاف: «ما كان رد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلا إطلاق "عاصفة الحزم" التي بنيت من منطلقات عقدية وأتباعاً للقرآن والسنة حفاظاً على ثغور وحدود وأمن بلاد الحرمين الشريفين وحرصاً من المملكة العربية السعودية على تحقيق أمن البلاد والعباد وتعزيز الأمن والسلم الدوليين فلها القيادة والريادة في هذا المجال الإسلامي والأمني والوطني والإقليمي والعالمي. قال تعالى: (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) الحجرات 9، وثبت في الصحيحين أيضاً من حديث أبي موسى الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، ثم شبّك بين أصابعه)، وفي رواية أخرى من حديث أبي هريرة: (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).

واستطرد قائلاً: "إن هذه المبادرة الحازمة تأتي استجابة لنداء الشرعية ولفرض الأمن على اليمن الشقيق الذي سلبته فئة باغية رفضت الحوار حلاً واختارت العدوان والبغي سعياً منها لنشر الفتن والفوضى، لذا جاءت رياح العزمُ والحزمُ والجزمُ لتعلن الجهاد لجنودنا المرابطين في الثغور لدفع الضر والظلم عن أشقائنا اليمنيين وعلى الإعلام لعب الدور الحازم المناصر للدول الإسلامية التي وقفت بجانب مملكتنا الحبيبة ضد عصابات الوغي والبغاء".

وختم حديثه بالقول: "إني ادعو الله عز وجل أن يحفظ بلادنا بلاد الحرمين الشريفين –دُرة الأمصار وشامة الأقطار- من كل سوء ومكروه، وزادها أمناً وإيمانا، وسلاماً واستقرارا، وجعلها سخاءً رخاءً، وحفظ عليها عقيدتها وقيادتها وأمنها ورخاءها، وسائر بلاد المسلمين وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين و ولي العهد و ولي ولي العهد لكل خير وأن ينصر جنودنا وقواتنا ورجال أمننا بنصره المؤزر أنه قوي عزيز وأن يرد عن بلادنا كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين وعدوان المعتدين بمنه وكرمه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً".