بغداد – نجلاء الطائي
أصدر الشاعر والقاص العراقي جابر محمد جابر، مجموعة قصصية تحمل عنوان "مطر على رصيف الذاكرة"، وتعد هذه المجموعة التجربة الأولى للشاعر في مجال القصة، في 77 صفحة من القطع الصغير وتتضمن 79 قصة قصيرة جدًا.
وافتتح الكاتب مجموعته، بشهادة له عن الإصدار جاء في بعض منها :" كنت أحسب أن الشعر هو العالم الوحيد المناسب لأن أتمدد فيه وأضع حياتي كلها بكرم داخل أقواسه الذهبية مانعًا عن نفسي حرية التنفس في غير هوائه وربما الحديث بغير أفواه ملوكه العظام من الشعراء الكبار كالمتنبي والجواهري والسياب وبلند الحيدري إلخ".
وذكر الكاتب، أن "تجربتي القصصية القصيرة لا تتيح لي التحدث عن نفسي كقاصٍ مثلما يفعل الآخرون وهذا لا يمنع بطبيعة الحال الطموح المشروع الذي امتلكه لكتابة قصة قصيرة أو قصيرة جدًا وفق النموذج الذي أتصوره.
كما تضمنت المجموعة عددًا من القصص القصيرة جدًا بعناوين مثل : "السرة، الكحلاء، البحر الميت، الطاوي، معرض، ذكريات، موعظة، حارس المناديل، عشق".
وذكر الكاتب أن "ما افرزته قراءة هذه القصص القصيرة جدًا.. جعلتني أنا القارئ أشعر بإحساس ملفت لانتباهي من أن الكاتب كتب ما في قلبه من تجربة حية له، وهو ما دعاني أن اسأله عنها فكانت إجابته (ثمة قصص لها وقع خاص لدي، ليس لأنها تحاكي مرحلة عمرية معينة فحسب بل لكونها ارتبطت بأماكن وأشخاص أكنّ لهم الحب والتقدير وأشعر بأنهم جزء من تجربتي الكتابية مثل قصة ( عنوان ) وقصة (فكرة مجنونة) و(رسامة وشاعر صعلوك )".
وأضاف أن "القصة عالم كبير وعلى الكاتب تقع مسؤولية تكثيفه بدقة وتقديمه إلى القارئ محافظًا على مؤشراته الرئيسية النشطة".
ويرى الشاعر محمد جابر، أن "القاص واحد من الناس الذين يعيشون في ذلك المحيط".
يذكر أن هذا الإصدار هو السادس للمؤلف بعد قصائد ملعونة /شعر عام 1977، دفء الثلج / شعر 2000 وزارة الثقافة، تعاويذ هرمة / شعر 2002، أحلام مبللة / شعر 2007 وزارة الثقافة ودوائر مربعة / شعر 2012.
واستنبط الكاتب عنوان المجموعة، من مفردة المطر، بمعنى الخير والنماء على طريق المستقبل لبلده، بمعنى أنه أراد أن ينظر إلى المستقبل بنظرة تفاؤلية بعيدة عن النظرة السوداوية التي طبعت معظم أعماله السابقة، فزاوج المطر وأسقطه على مزدوج لفظي هو (رصيف الذاكرة) الذي تبلل بمطر التفاؤل على الرغم من أن الذاكرة متخمة بأحداث وحوادث تفضحها بعض عناوين القصص السلبية.
ويعيش أبطال قصصه تجارب ربما تكون متشابهة في أحيان كثيرة، وقد عرض الكاتب لتجربته في أسلوبه القصصي، وهذا لا يعني أنه منغلق عن الآخرين فهو يعرض بالحقيقة صورة لتجربة أخرى لشخص من محيطه يعيش داخله وهكذا تكون الوحدة اللازمة بين الكاتب ومحيطه.
وخلقت تلك الوحدة التجربة الذاتية لدى الكاتب بفعل اختلاطه بكل الأشياء وملامح المحيط، والتجربة هذه في قمة التصاقها بالذات تكون شاملة ونابعة من وسط الآخرين، إذ أن معظم مواضيع قصصه من اليومي المعاش.
وجاءت أبرزها هموم البلد وما عاناه المواطنون من محنة الاحتلال الأجنبي وبالتالي ما أفرزه الاحتلال الأميركي من تداعيات أثرت بشكل مباشر وغير مباشر على بنية المجتمع العراقي ووحدته وتماسكه، وتناوله لهذه الموضوعات لم يكن بشكل مباشر بل بلغة سردية مكثفة استخدم فيها اللغة الشعرية والمعايير السردية.