خريطة صينية تاريخية تعرض مقدسات إسلامية

اكتشفت خريطة تاريخية رُسمت عليها 109 أماكن إسلامية مقدسة في مدينة تاييوان الصينية،
وتوجد عليها رسومات لجبال وأنهار ومبان بألوان مختلفة ويبلغ طولها 247 سنتيمترا وعرضها 105 سنتيمترات، ويسميها الصينيون "صورة الكعبة السماوية" أو "صورة تيانفانغ (الجنة)"، كما كُتب عليها آية قرآنية وعلامات باللغة العربية لتوضيح الجغرافيا الطبيعية والمناطق الإدارية وحالات أداء فريضة الحج قبل حوالي 300 عام في الدول العربية.

وجاء فيها عدد من الأماكن المقدسة الظاهرة في الخريطة بعضها ورد في القرآن، لكنه غير موجود حاليا.

ونقلا عن وريث هذه الوثيقة التاريخية، ما فو بينغ، أوضح أن جده الأكبر ما شيوان الذي عاش في عهد أسرة تشينغ الامبراطورية "1616-1911" عاد بهذه الخريطة إلى الصين بعد قيامه برحلة إلى الدول العربية قبل قرابة 300 عام.

وقام ما شيوان وهو إمام معروف في مناطق شمال غربي الصين في ذلك الوقت بالرحلة بصفته مبعوثا خاصا للامبراطور يونج تشنج الذي حكم ما بين (1723-1735) إلى الدول العربية. وحسبما توضحه الخريطة، انطلق الوفد من مدينة قوانغتشو إلى ماليزيا والهند وإيران وعمان واليمن ومكة المكرمة حتى القاهرة والقدس ودمشق وبغداد وتركيا وروما.

وتُعد الرحلة التي قام بها ما شيوان أيضا علامة لاستئناف التبادلات التجارية البحرية في المناطق الساحلية في عهد الإمبراطور يونج تشنج.

واعتبرت الدول العربية، أو دول تيانفانغ كما سماها الصينيون القدماء، جنة بعيدة يعبر الشخص أكثر من 30 دولة قبل الوصول إليها، ولكن لم يتم تحديد مصدر هذه الخريطة، إذ يعتقد ما فو بينغ أن ما شيوان قام برسم الخريطة لوحده أو بمساعدة مرافقي وفده أثناء زيارتهم للدول العربية، في حين يظن الخبراء في الدول العربية أن أصل الخريطة من الدول العربية.

وأشار ما فو بينغ إلى وجود خريطة أخرى في المتحف السعودي الوطني، يعتقد أنها جزء فقط من الخريطة. وأضاف أن هذه الخريطة هي شاهد تاريخي على الاتصالات الودية التي قامت بين الصين والدول العربية، كما هي دليل على الصداقة الصينية- العربية وطريق الحرير البحري قبل مئات السنين، ومن المتوقع أن يتم اكتشاف مزيد حول قيمة هذه المخطوطة ودورها في ظل تسارع بناء مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.