القرصنة

أقام المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب ندوة مساء اليوم /الثلاثاء/ بعنوان (العلاقات التجارية بين موانئ الخليج وشرق أسيا في العصر العباسي الثاني وتأثير القرصنة عليها) وذلك بمتحف الكويت الوطني.

وتناولت الندوة التي حاضر فيها الباحث في التاريخ الإسلامي والأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الكويت الدكتور بدر الرشيدي أهمية الموقع الجغرافي لموانئ الخليج في العصر العباسي الثاني باعتبارها حلقة وصل بين قارات العالم القديم والمحرك الرئيسي للخطوط التجارية مما جعلها مطمعا للقراصنة للاستيلاء على الثروات التي كانت تنقلها السفن منها وإليها.

وقال الرشيدي في الندوة إن الموقع الجغرافي لموانئ الخليج كان السبب الرئيسي في مطمع القراصنة في العهد العباسي الثاني كونها شكلت حلقة وصل بين قارات العالم القديم والمحرك الرئيسي للخطوط التجارية إذا كانت سفنها تصل إلى سواحل إفريقيا والصين وإلى القارة الأوروبية.

وأضاف أن الدولة العباسية أولت اهتماما كبيرا بدعم التجارة والاقتصاد والمال وأصبحت مركزا ماليا للدول القريبة والمجاورة لها مما أدى إلى زيادة حركة النشاط التجاري للمواني وبالتالي ازدياد حركة القرصنة التي هدفت إلى الحصول على أكبر مردود من تلك الحركة التجارية النشطة.

وعرف الرشيدي عملية القرصنة ب"قيام بعض الأشخاص بالبحث عن السفن التجارية بهدف الاستيلاء عليها وما بها من سلع وأموال" مبينا أن هناك نوعان من القرصنة الأول هو القرصنة "الخاصة أو الحرة" وهي سلب الأموال والبضائع دون التمييز بينها ، أما النوع الثاني هو القرصنة "شبه الرسمية" والتي تتركز على الحاق الضرر بالسفن التجارية التابعة للدول المعادية.

وأشار إلى وجود مثل هذا النموذج في جزيرة سوقطرة بالقرب من اليمن التي كان بها سوق لتصريف البضاعة التي ينهبها قراصنة المحيط الهندي.

وذكر أن التكوين الجغرافي للخليج العربي كان الأنسب مناخيا للقراصنة نتيجة لهدوء مياهه الأمر الذي زاد من حركة القرصنة فيه على عكس المحيط الهندي الذي كان يكثر فيه هيجان البحر مما يصعب على القراصنة الاستيلاء على السفن التجارية أو اللحاق بها.