باريس ـ أ ف ب
وجه الكاتب الفرنسي الدائم الترحال جان ماري لوكليزيو نداء من "اجل فتح الحدود" في تصريح يدل على ان المؤلف الحائز جائزة نوبل للاداب لم يغير موقفه بعد الاعتداءات التي شهدتها فرنسا اخيرا.
وقال الكاتب البالغ 74 عاما في مقابلة خص بها وكالة فرانس برس على هامش مهرجان "هاي فيستيفال" الادبي الذي اختتم الاحد في كارتاخينا المطلة على بحر الكاريبي في كولومبيا "لا ينبغي اقامة حدود جديدة بل على العكس ازالتها...حتى يتمكن الناس من التنقل بسهولة اكبر اينما كان" .
ويقول الكتاب الحائز جائزة نوبل للاداب العام 2008 انه "صاحب هوية متعددة" هو الذي عاش في قارات عدة مع طفولة امضاها في افريقيا وغوصه في حياة قبيلة من هنود القارة الاميركية في السبعينات.
ولا يتردد صاحب كتب مثل "ديزير" (الصحراء) و "لافريكان" (الافريقي) بوصف فضاء شنغن الاوروبي بانه "مخز" موضحا "اننا نغلق اوروبا امام افريقيا والشرق وحتى اميركا اللاتينية".
الجدل حول الهجرة الذي اججته الهجمات الدامية في كانون الثاني/يناير في فرنسا ومن بينها الهجوم على مجلة "شارلي ايبدو" الساخرة في باريس ، لا مكان له في عالم جان-ماري لوكليزيو.
وفي رسالة نشرتها صحيفة "لوموند" ، هنأ الكاتب ابنته على مشاركتها في التجمعات التي اقيمت على روح الضحايا مؤكدا في الوقت ذاته ان القتلة وهم فاشلون في المجتمع الفرنسي "ليسوا وحوشا".
وقد تلقى الكثير من الانتقادات على هذا التصريح احداها من الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا الذي توج هو ايضا بجائزة نوبل للاداب في العام 2010.
ويشدد الكاتب الفرنسي "انا ادرك انه من الممكن معالجة مشكلة الفقر وعزلة الضواحي. يجب ان يحصل تواصل اكبر لكن لا يمكننا اصلاح المجانين. لكن ينبغي الا يكونوا مسلحين".
واما القيود المفروضة على التنقل، يرى ان الادب "وسيلة جيدة لتجاوز الحدود. الادب قد يشكل صدى للكثير من المسائل لكن لا اظن ان له بالضرورة دورا واعظا".
ونجاح كتاب "سوميسيون" (استسلام) لميشال ويلبيك الذي يروي اسلمة المجتمع الفرنسي وانتخاب رئيس مسلم في الاليزيه، لا يقنع لوكليزيو ابدا.
ويوضح "لا احب كثيرا عنوان الكتاب ولن اقرأه على الارجح لاني لا اعتبر انه يمرر رسالة جيدة الى الفرنسيين بقوله انه يجب ان نخشى الاسلام كثيرا".
ويتابع قائلا "اظن ان في فرنسا ميلا كبيرا الى الغرق في الخوف ولا اعتبر ان الفكرة جيدة".
ويؤكد الكاتب الفرنسي انه ميال اكثر "الى ادب متفائل" وانه سيواصل الكتابة من اماكن مختلفة من العالم.
وعن اعماله المقبلة تحدث عن رواية قد يكون عنوانها "الروح" تيمنا بدارة يملكها والداه اللذان هاجرا من منطقة بروتانيه الفرنسية الى جزر موريشيوس، فضلا عن كتاب اخر ثمرة عمل مع طلابه في الصين حيث اختارته جامعة استاذا فخريا.
ويختم قائلا "لا اعتبر ان ثمة تطورا في الفن و تطورا في الادب. اظن ان الافكار والابتكارات دائرية اي انها تدور..تذهب وتعود".