المدينة المنورة – العرب اليوم
أكد الناقد الدكتور محمد الشنطي أن الرواية أكثر الأشكال الأدبية مناسبة للحراك الاجتماعي المعاصر، مشيرا إلى أنها قامت بأدوار كان من الصعب أن يغطيها الشعر في ظل التحولات الكبيرة في الحياة المعاصرة، موضحا أن الاستغناء عن الرواية "يوازي الاستغناء عن ثلاثة أرباع الأدب المؤثر في الحياة الاجتماعية، فهي أقدر على الإلمام بتفاصيل الواقع الاجتماعي من الفنون الأدبية الأخرى" (حسب تعبير).
وجاء ذلك في ورقته العلمية التي ألقاها الشنطي أمس بعنوان (الرواية.. قنطار خشب ودرهم حلاوة) على مسرح كلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وتناول المحاضر دور الفنون الأدبية في العصور الإنسانية المختلفة، وتباين الاهتمامات بأنواعها من عصر لآخر، وعلاقة ذلك بالظروف التاريخية والاجتماعية.
وأوضح الشنطي أن عددا من المشاهير من أدباء العصر الحديث تحرجوا من الكتابة في هذا الفن، واضطروا إلى دخول تجاربهم الأولى بأسماء مستعارة ليعودوا للكتابه فيه بكل شجاعة بعد أن آمنوا بأثره الاجتماعي.
وتطرّق إلى بدايات فن الرواية وتلقي هذا الفن من لدن النقاد والمبدعين، وأشار إلى تحرّج بعض أوائل الكتاب كمحمد حسين هيكل - الذي يُعد من طليعة الرواد - حين كتب روايته الشهيرة "زينب" تحت اسم مستعار "فلاح مصري".
واستعرض المحاضر بعض العوامل التي ساعدت على انتشار الرواية في العصر الحديث، وتفوقها على الفنون النثرية الأخرى، بل إنها تفوقت على الشعر أيضا.
وبيّن المحاضر العوامل الخارجية الأخرى التي خلقت لفن الرواية جاذبية أكثر، إذ أصبحت فنا يحظى باهتمام النقاد وله حظوة في المهرجانات والمناسبات الأدبية، وأيضا فهي اقتحمت الجانب التجاري وتحوّلت إلى فن ربحي من السهولة تحويله إلى (سيناريو) يُمثّل ويعرض في التلفاز.