ثقافة الاستهلاك

قال الكاتب الروائي خالد إسماعيل إن رمضان شهر الصوم عند المسلمين وهو في الأصل شهر عبادة بالامتناع عن الطعام طوال النهار حتى يتحقق السمو الروحي، وقد ظل هذا الشهر روحانيا حتى تفتق ذهن الرأسمال المشتغل في مجال الإنتاج التلفزيوني فجعل من شهر العبادة شهرا للمسلسلات والحملات الإعلانية.

وتابع قائلا: مع تزايد أعداد القنوات الفضائية أصبح رمضان موسما يحقق فيه أصحاب شركات الإنتاج الدرامي وبرامج "المقالب" المكاسب الرهيبة ولم يعد شهر رمضان شهرا للسمو الروحي بل أصبح شهرا يمثل عبئا اقتصاديا على الأسر الفقيرة والمتوسطة الحال بسبب شيوع ثقافة الاستهلاك تحت تأثير الفضائيات وشركات الإعلانات.

وأضاف أنه من المدهش أن العمل في جميع المواقع يتوقف في رمضان رغم أن المسلمين يعرفون أن العمل عبادة ويعرفون قصة الرجل العابد الذي كان مقيما في المسجد فدخل عليه عمر بن الخطاب فكلمه وعرف أنه منقطع للعبادة وأن له أخا يتولى الإنفاق على عياله فقال له "أخوك أعبد منك"، أي أن العمل قيمة أساسية حرض عليها الإسلام، لكن المسلمين يفعلون العكس بحجة أن الصوم يضعف البدن وبالتالي تحول رمضان إلى شهر تتعطل فيه مصالح الناس وهذا مخالف للإسلام وقواعد الشريعة الإسلامية.

وتابع: أما بالنسبة لي فقد قرأت الأعمال الروائية المهمة في رمضان وكتبت رواية "أرض النبي" في رمضان وكذلك رواية "ورطة الأفندي" وعملي بالصحافة لا يتوقف في رمضان وهو شهر مفيد بالنسبة لي من حيث القراءة في الكتب الدينية ودراسة وقراءة التاريخ الإسلامي وفي كل رمضان أحاول أن أتخفف من أعباء الطعام، وأسعى لتحقيق الهدف الأصلي من فريضة الصوم بقدر المستطاع وبقدر ما تسمح به الظروف.