القاهرة ـ أ ش أ
صرح خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان مديرعام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحرى بوزارة الاثار بأن تحقيقه لطريق خروج بني إسرائيل بسيناء أكد أن شجرة العليقة المقدسة الموجودة حاليا بدير سانت كاترين هي الشجرة التي ناجى عندها نبي الله موسى ربه وذلك لأن هذ النوع من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهي شجرة غريبة ليس لها ثمرة وخضراء طوال العام كما فشلت محاولة إعادة إنباتها في أى مكان في العالم.
واوضح في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط ان العالم الألماني ثيتمار الذي زار دير سانت كاترين عام 1216م اكد أن العديد من المسيحيين عبر العصور أخذوا أجزاء من هذه الشجرة كذخائر للتبرك بها ولو نجحت محاولات استزراعها لتهافت على ذلك الجميع .
وقال ريحان إن دير سانت كاترين يحوي كنيسة يطلق عليها كنيسة العليقة المقدسة بنتها الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين في القرن الرابع الميلادي عند شجرة العليقة المقدسة وعند بناء الإمبراطور جستنيان لدير طور سيناء في القرن السادس الميلادى أدخلها ضمن الكنيسة الكبرى بالدير وقد أطلق على الدير دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادي للقصة الشهيرة للقديسة كاترين.
وتابع أن كنيسة العليقة الملتهبة تنخفض أرضيتها 70سم عن أرضية كنيسة التجلى ومساحتها 5م طولاً 3م عرضاً ، وتحوى مذبح دائرى صغير مقام على أعمدة رخامية فوق بلاطة رخامية تحدد الموقع الحقيقى للشجرة، ويقال إن جذورها لا تزال باقية في هذا الموقع.
واشار الى ان شجرة العليقة الحالية بالدير أصلها داخل الكنيسة وأغصانها خارجها ولا يدخل هذه الكنيسة أحد إلا ويخلع نعليه خارج بابها تأسيا بنبي الله موسى عليه السلام عند اقترابه من العليقة ، وأعيد بناء كنيسة العليقة ، شرقية ذو تجويف مغطى بنصف قبة وغطى الجانب الشرقي من الكنيسة بالكامل ببلاطات القاشاني في القرن السابع عشر الميلادى المجلوبة من دمشق ، كما يزخرف تجويف الحنية الفسيفساء وبها أمبون من الخشب يجلس عليه مطران الدير وقد كتب على ذراعيه بالصدف المعشق في الخشب اسم واقف هذا الأمبون وتاريخ وقفه له نصه ( وقف الفقير إبراهيم مسعد الحلبي لدير طور سيناء المعمور سنة 1713م ).
واوضح أن شجرة العليقة وجبل موسى يمثلان قيمة لكل الأديان حيث وردت قصة نبى الله موسى وبنى إسرائيل في عدة سور بالقرآن الكريم ولقد كرم الله سبحانه وتعالى جبل الطور وجعله في منزلة مكة والقدس {والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين} والتين والزيتون ترمز للقدس وطور سينين وهو جبل الطور بسيناء والبلد الأمين هى مكة المكرمة ، ولهذا الطريق مكانة خاصة في المسيحية حيث ذكرت الوثائق التاريخية أن المباني الدينية المسيحية بسيناء كالأديرة والكنائس بنيت في محطات هذا الطريق تبركا بهذه الأماكن وأشهرها دير سانت كاترين أهم الأديرة على مستوى العالم.
وأكد ريحان أن الجبل المقدس هو المحطة الرابعة في طريق خروج بني إسرائيل بعد عيون موسى وسرابيت الخادم وموقع طور سيناء حاليا وتتفق مع خط سير الرحلة ، لافتا الى ان المحطة الرابعة تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التى ناجى عندها نبي الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوي عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها.
ونوه انه لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبي الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآني (إهبطوا مصراً فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظراً لارتفاع هذه المنطقة أيضاً فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبي الله موسى طلبا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى لسيناء ( إني آنست ناراً لعلي آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29 وبهذه المنطقة تقع شجرة العليقة المقدسة.