شهر رمضان له خصوصية روحية

قال الكاتب الروائي الدكتور زين عبد الهادي إن رمضان شهر له خصوصيته الدينية والروحية والاجتماعية، ومن المؤكد أنه يؤثر بشكل أو بآخر على عاداتنا الفردية والاجتماعية بشكل كبير، كما أن رمضان اختلف كثيرا عن الستينيات والسبعينيات والعقود الماضية، لكل عقد مع رمضان سحره الفريد.

وأضاف، لا اعتقد أن رمضان يؤثر على الحالة الإبداعية فالمبدع لا يتأثر بالفصول أو بشهور أو مناسبات ذات طابع محدد، لأن الأصل في الإبداع التأمل والقراءة، والمبدع يعيش دائما هاتين الحالتين حتى في أسوأ الظروف، لكن للطبيعة الإنسانية أيضا وجها آخر.

وتابع، كما أن تكنولوجيا المعلومات أثرت بشكل كبير في حياتنا الاجتماعية حيث أصبح من السهل استبدال العالم الطبيعي بالعالم الافتراضي، كما أن ذلك يساعد على التواصل بشكل أكبر مع الآخرين الذين لم نكن نراهم إلا نادرا، والحديث عن أن الانترنت قد أعاقت الاتصال الاجتماعي ليس صحيحا، لقد ساعدت على الاتصال الاجتماعي مع الآخرين بشكل أكبر وخلقت دوائر من الحب أكبر مع الناس، لكن ربما بالطبع ليس بنفس الدرجة من العمق التي يمكن أن تنشأ في العالم الطبيعي، على أية حال يحاول العلماء الآن البحث عن الوسائل الكافية لبناء علاقات أقرب للطبيعية في ظل الانترنت والموجة الثالثة منها ستحقق ذلك بشكل كبير.

وأشار عبد الهادي إلى أنه ربما أيضا فيما يتعلق بذكرياتي سأعود للقاهرة في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات حيث كنا نقف جميعا فوق رؤوس أمي وجدتي لنشاهد ذلك العمل العجائبي المتعلق بإعداد كحك وبسكويت العيد، وعلينا أن نحضر الصاجات التي ستوضع فيها من الفرن البلدي القريب من المنزل، وبعد أن نجلس جميعا لنقوم بنقش وجه الكحك والبسكويت بنقوش سريالية تمت بشكل أو بآخر لأشكال الأرابيسك المعروفة، ثم نقوم بحمل الصاجات إلى الفرن، ونقف في طابور طويل حتى تتم عملية التسوية، ونحمل ذلك بعد ساعة أو ساعتين إلى المنزل ليتم رص ذلك في أوان كبيرة، ولتكتمل بذلك أول أفراح انتهاء شهر رمضان، بالطبع اختفت أغلب هذه العادات الآن، واختلف العالم واختلفت الأدوات، لكن يمكنك أن تجد ذلك في بعض القرى المصرية للآن، طبعا هذه الذكريات من ذكريات العصر الزراعي .. لكنه عالم مازال يعيش في داخلنا ولا ينتهي.