سوق عكاظ

كانت أنغام الربابة وعزفها المنفرد في جادة عكاظ آخر فعاليات الدقائق الأخيرة التي انفض من حولها زوار سوق عكاظ، بعدما التفوا حول العازف محمد عبدالرحمن المطيري المكنى "أبو سلمان" بعد أن جر بصوت ربابته عددًا من الألحان الشعبية والحزينة التي تفاعل معها الزوار بالتصفيق والإعجاب والتصوير والسناب شات وغيرها، بل إن الزوار كلما توقف طالبوه بالاستمرار، إضافة إلى أنهم كانوا يسألونه عن الكلمات المصاحبة للعزف على الربابة، وعن مناسبتها، ومتى قِيلت، ومن قائلها؟ وتفنن المطيري الجمعة في العزف على أنواع مختلفة من الربابة، وبرع في جذب انتباه الزوار، وخاصة كبار السن والشباب الذين وقفوا وكأنهم يودعون السوق والجادة على سماع النغم الحزين المصاحب لوداع السوق، وخاصة فعاليات وأنشطة الجادة.

وردد المطيري أبياتا للشاعر "بديوي الوقداني" التي يقول فيها:

جربت الأيام ومثلـي مـن يجربهـا
تجريب عاقل وذاق المـر والحالـي
نضحك مع الناس والدنيـا نلاعبهـا
قـوم ليـا جيتهـا رفـت شواربهـا
بالضحك وقلوبها فيها الـردى كالـي
وقوم ليا جيتهـا صكـت حواجبهـا
وابدت لي البغض في مقفاي واقبالـي
ما كني الا اسموي حـال مغضبهـا
والكل في عشرتـه ماكـر ودجـالِ

وقال المطيري إنه جاء زائرا للسوق ومتابعًا لفعالياته وخاصة الجادة وما فيها من تحف وقطع أثرية وزمن جميل، وإنه كان يجرب أنواعا متعددة من الربابة ليعرف أي واحدة منها لها قيمتها ووترها الجيد، وأضاف "كنت أبحث إلى أن وجدت مبتغاي، وخلال بحثي كنت أجرب العزف عليها والغناء وفوجئت بتجمهر الزوار من كافة أنحاء السوق معجبين باللحن والصوت والأداء".

وذكر أنه يعزف على الربابة منذ طفولته وله معرفة جيدة وخبرة بأنواع الربابة الجيد منها والرديء، مشيرا إلى أن حي السلمانية في الرياض توجد به أنواع الربابة الجيدة، وكذلك في مدينة حائل، وقال إنه كثيرا ما يجد المتعة في عزفه مع أصدقائه بالاستراحات أو في منزله وإن كان لا يجد له متابعين في المنزل