الدوحة_ قنا
أكد الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث عمق العلاقات الثقافية بين دولة قطر وتركيا ، مشددا على أن الدولتين تتمتعان بعلاقات ثنائية قوية وصلت إلى مستوى عال من التوطيد، وتشهد تطورا يوما بعد يوم على كافة الأصعدة.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها الوزير الكواري خلال افتتاحه المهرجان والبازار التركي مساء اليوم الذي تنظمه متاحف قطر في حديقة متحف الفن الإسلامي ويتواصل على مدار 3 أيام.
ونوه وزير الثقافة والفنون والتراث بأن العام الثقافي "قطر-تركيا 2015" يعتبر من أنجح الأعوام الثقافية التي قامت بين كل من قطر والدول المختلفة منذ عام 2012، مثمنا في هذا الصدد الإرادة السياسية القوية بين الدوحة وأنقرة والتي كان لها العامل الأكبر في توطيد العلاقات الثقافية والفنية أيضا على غرار السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وفيما لفت إلى أن الاستعدادات لتنظيم برنامج العام الثقافي قطر تركيا 2015 جاءت متأخرة ، إلا أنه أكد في الوقت نفسه أن هذا العام شهد العديد من الفعاليات الناجحة والكبيرة والتي أقيمت في قطر وتركيا، وكان آخرها احتضان مدينة اسطنبول التركية هذا الشهر معرض " اللؤلؤ: جواهر من البحر" والذي ضم 150 قطعة فنية من مقتنيات الدوحة.
وأشار الوزير الكواري إلى أن تنظيم مثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية بين الجانبين يمثل فرصا مهمة لكل من الشعبين القطري والتركي للتعرف عن قرب على بعضهم البعض وتسهم في زيادة تبادل الخبرات والثقافات، خاصة أن "الثقافة التركية تجمعنا معها عوامل مشتركة كثيرة وتتشابه عاداتنا وتقاليدنا العربية مع تلك التركية العريقة".
وأثنى سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري في نهاية تصريحه على تنظيم فعاليات المهرجان والبازار التركي الذي يعد من أكبر الفعاليات التي نظمها العام الثقافي قطر تركيا.
وقام الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث عقب افتتاح المهرجان التركي مساء اليوم بجولة في أجنحة المهرجان المختلفة رافقه فيها سعادة السيد أحمد دميروك السفير التركي لدى الدوحة، حيث اطلاعا على البازار التركي الذي يحاكي "جراند بازار" الشهير بمدينة اسطنبول التركية. ويحتوي البازار التركي الذي يقام على مساحة كبيرة في حديقة متحف الفن الإسلامي على العديد من الأركان والأجنحة المتنوعة، منها جناح خاص بمتاحف قطر والذي يعرض أجمل المقتنيات الفنية القطرية والتركية، بجانب جناح آخر خاص بالخط العربي والتركي والذي يضم نخبة من الخطاطين الماهرين.
كما يحتوي البازار التركي على ركن خاص بالمسابح التركية المشهورة بألوانها وتصاميمها الراقية، وفضلا عن العصى المصنعة من الخشب التركي الشهير. ومن الأجنحة المميزة التي يضمها البازار التركي ركن خاص بالسجاد التركي العريق والذي يحكي قصص الماضي والحاضر، حيث يحتوي هذا الجناح على أشكال متنوعة من السجاد التركي الذي كان سابقا يطغى على مواده الصوف الخالص أو القطن وسرعان ما أدخلت عليه مواد جديدة كالحرير بينما تطورت رسوماته من بدائية لتصبح أشكالا مدروسة ومتقنة.
ويحكي هذا الجناح قصص تصنيع وتصميم أنواع السجاد التركي الذي تشتهر به تركيا وتصدره لجميع أنحاء العالم، حيث لا يمكن أن ترى منزلا واحدا في تركيا دون سجاد تركي يضفي عليه الدفء والرونق والأناقة، ويعرض هذا الجناح أيضا أنواعا مختلفة من السجاد المنسوج والمحاك باليد والذي يستقطب الكثير من الاهتمام باعتباره قطعة فنية تدوم سنوات وتزداد جمالا وقيمة عاما بعد عام.
وكان حفل افتتاح المهرجان والبازار التركي قد بدأ بتقديم عرض موسيقي وغنائي شيق لجوقة (فرقة) الموسيقى العثمانية العسكرية، والتي قدمت مجموعة من الأناشيد والأغاني الوطنية والعسكرية التركية وسط تجاوب كبير من قبل الجالية التركية بالدوحة التي راحت تردد وراء الفرقة كلمات الأغاني والأناشيد التركية بطريقة محاكاة لا تخلو من الحنين إلى موطنهم.