القاهرة - شيماء مكاوي
أكّد الداعية الإسلامي، الدكتور عمرو خالد، أنّ رحلة الإسراء والمعراج جاءت تكريمًا من الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد ما لاقاه في رحلته إلى الطائف، ووفاة عمه أبي طالب، وزوجه السيدة خديجة، فجاءت تلك الرحلة بمثابة تسرية عن آلامه وأحزانه، وحتى يرى بعينه مقامه عند الله، فيحافظ على تسامحه، ولايتغير قلبه نتيجة ما تعرّض له.
ولاحظ خالد في الحلقة 17 من برنامجه الرمضاني "نبي الرحمة والتسامح"، الذي يذاع على قناة "إم بي سي"، أن تلك الرحلة حصلت في منتصف عمر النبي، وفي منتصف الرسالة، وكانت من مقدمات الهجرة للمدينة، إذ كانت في آخر المرحلة المكية وبداية التمهيد للمرحلة المدنية، في منتصف الرسالة كأنها محطة استراحة من آلام الماضي ومحطة انطلاق للمستقبل.
وأضاف خالد أنّه "إذا كان المعراج تكريمًا من الله للنبي، فإن الإسراء كان إلى المسجد الأقصى، حتى يظل كل مسلم متذكرًا لذلك ليوم القيامة، بأن هذا مصلى رسول الله، ولن ينسى ذلك أبدًا، وستبقى القدس والمسجد الأقصى في عقول وقلوب المسلمين أمد الدهر"، موضحًا أن الإيمان بالإسراء والمعراج جزء من الإيمان برسالة النبي، والمعراج إلى السماء كان بالروح والجسد، بدليل الآية " مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ "17" لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ"، أما العلماء الذين يقولون إنه كان بالروح فقط، فهم لديهم مشكلة مع فكرة "كن فيكون".
ووصف خالد تلك الرحلة بأنها لم تكن خاصة بالنبي، بل كانت خاصة بالإنسانية كلها، لأنها نقلت الإنسانية من فكرة الأسطورة بسرعة خرافية لفكرة الممكن، لأن "البراق" سيلفت بعد ذلك انتباه علماء المسلمين بالأندلس إلى سرعه الضوء، كما أن الآية " يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ فَانْفُذُوا"، ستجعل العقول تتحرك لاكتشافات عظيمة، مضيفًا: "لكن للأسف لم يكن المسلمين هم من اكتشفوا فكرة الانتقال في الزمان والمكان، وتعجب عندما تعلم أنه لما عاد النبي من الرحلة وجد الفراش دافئًا، لم يستغرق وقتًا طويلاً، اينشتاين يقول كلما تحرّكت بسرعة رهيبة كلما الزمن يتباطئ، حتى توصل لسرعة الضوء ويبقى الزمن صفر".
وأشار عمرو خالد، إلى أنه عند دخول النبي المسجد الأقصى، إذا به يتفاجئ بأنه ممتلئ عن آخره، بالأنبياء من أول آدم حتى عيسى، مجتمعين مع النبي، يقال إن عددهم كان ٢٤ ألف نبي، كانوا كلهم متجمعين، منتظرين حضور النبي، ليكون بذلك أعظم اجتماع في تاريخ البشرية، وإذ بسيدنا جبريل يطلب من النبي أن يصلي ركعتين، "تقدّم يا محمد، فصل بكل الأنبياء، وعلق "خالد" على هذا الأمر بأن "الإسلام هو الذي يربط الأديان، هو المشترك بينها، ويتعايش مع الأديان كلها، "كنتم خير أمة أخرجت للناس"، خيرية مرتبطة بالعطاء وليس بالعنف".