البسطات الشعبية لمسة جداوية على أمسيات رمضان

تنتشر في أرجاء محافظة جدة هذه الأيام البسطات الشعبية بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك، وتبيع المأكولات كالكبدة والبليلة والبطاطس والعصيرات، وغيرها من الأطعمة التي اعتاد أهل جدة على تناولها بين الإفطار والسحور. 

أبو عبدالرحمن بخاري ويعمل في بسطة للبليلة قال: إقامة البسطات عادة سنوية نحرص عليها، وابني هو الذي يشرف على طهي البليلة، ويقدم الوجبات للزبائن، ونتعاون مع بعض ولا نخجل من هذا العمل، حيث يعود علينا في هذا الشهر المبارك بمكاسب كثيرة تساعدنا على شراء مستلزمات العيد لباقي أبنائنا.

وأوضح سامي محمد بلبيسي: اعتاد أهالي جدة في ليالي رمضان على تناول وجبة البليلة بين فترتي الإفطار والسحور وهي ظاهرة تتزامن مع الشهر الفضيل والوجبة ذات طابع وطعم خاص ولها خلطة تعد بشكل يجذب أكبر عدد من الزبائن من محبيها وبالتحديد الطريقة الحجازية المزودة بالطرشي البلدي والخل والشطة والكمون في مشهد يعيد فيه الزمن ذكريات الآباء والأجداد عندما يقف البائع بزيه الحجازي التقليدي بالعمامة الصفراء المذهبة وصدرية على ثياب بيضاء قطنية.

وذكر عبدالعزيز عامر: يتم تناول ما نعرضه من مأكولات في الهواء الطلق على إيقاع الأواني والأدوات، التي تطهى بها مختلف المأكولات الشعبية بالتزامن مع الأهازيج الحجازية التي تذكر أبناء عروس البحر الأحمر بتاريخهم العريق وعبقها الأصيل، حيث ارتبطت البسطات وجدانيًا بهذا الشهر الكريم وصارت ثقافة شعبية، حيث يرتدي باعتها الملابس التقليدية القديمة التي تحاكي الباعة القدامى والعوائل التجارية.

وأما فهد اليزيد وهو بائع بسطة بليلة فبين أنه يعمل في هذه المهنة الموسمية منذ نحو عشر سنوات وواظب عليها لما تدره عليه من ربح، وقال: لا أخفيك سرًا أني أحرص على أخذ إجازتي السنوية من عملي بالقطاع الخاص في رمضان، حيث أتفرغ في النهار للعبادة، وأبدأ عملي بعد صلاة التراويح، لافتا إلى أن ربحه منها يصل إلى 4000 ريال أي بما يعادل راتبه الشهري، مشيرًا إلى أن الحاجة إلى المال لم تكن الدافع الرئيس لبعض الشباب العاملين في البسطات داخل الأحياء للعمل 7 ساعات يوميًا وإنما الهواية، قائلا: العمل في البسطة أثناء شهر الصوم له مذاق خاص ونكهة رمضانية، فمن خلال عملي فيها على مر السنين أكسبتني الخبرة ومعرفة الناس.

وذكر ناصر علي: أعمل في أحد القطاعات الحكومية وراتبي الشهري يكفيني، ولكن الذي دفعني للعمل في بسطة الكبدة كل عام هو الهواية وتجمع أهل الحي بالقرب من بسطتي، مشيرًا إلى أن تكاليف إنشاء البسطة لا تتجاوز 1500 ريال، فيما الأرباح المقدرة للبسطة تتراوح ما بين 3000-4500 ريال مع نهاية موسم رمضان.