جدة – العرب اليوم
يكتسب شهر رمضان أهمية خاصة في المدن الاسبانية ذات التراث الاسلامى مثل مدريد وبرشلونة وسبته وجزر الكناري، واعتاد المسلمون في خلال هذه الأيام وجود اجتماعات يومية في المساجد، و تبادل الخبرات والأنشطة، إضافةً إلى ذلك اجتماع المسلمين في المغرب للإفطار الجماعي حيث تعد إسبانيا من أكبر البلاد التي تحتوي على مهاجرين مسلمين، و وصل عددهم إلى 1.6مليون مسلم؛ ولذلك فليس من الغريب أن تعطي الحكومة الإسبانية بعض الامتيازات إلى المسلمين العاملين، لتحقيق توازن بين حياتهم الغربية الجديدة، والاحتفاظ بإيمانهم وفروضهم، وبموجب الاتفاقية التي عقدت بين الحكومة الإسبانية واللجنة الإسلامية الإسبانية، والتي حددت إجازة المسلمين العاملين يوم الجمعة من كل أسبوع؛ كي يتمكنوا من أداء فريضة صلاة الجمعة، تقدموا بطلب للانتهاء من العمل في شهر رمضان قبل الغروب بساعة.
وهناك العديد من المؤسسات والمراكز في إسبانيا التي تشجع على الاحتفال بشهر رمضان مثل "المركز الإسباني - المغربي"، ومن مظاهر هذه الاحتفالات وجود محاضرات عن الفن الإسلامي والعادات والتقاليد التي تخص الدين الإسلامي والصوم.
وعلى الرغم من أن المسلمين يحتفلون برمضان في توقيت واحد تقريبًا بأداء نفس الفروض، إلا أن مظاهر الاحتفال نفسها تختلف من بلد إلى آخر، وتشهد المدن الاسبانية تنظيم "الليالي الرمضانية" إذ إنها الأندلس (الفردوس المفقود).
ويتسم معظم مسلمى اسبانيا بأنهم مهاجرون حديثون جاءوا من دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا،و جاء ذلك نتيجة لطرد أو قتل جميع المسلمين في فترة سقوط الدولة الإسلامية في الأندلس؛ مما أوجد فترات في تاريخ إسبانيا لم يكن فيها وجود للمسلمين تقريبًا
وتتشكل الجنسيات لهؤلاء المسلمين من المغاربة والسوريين واللبنانيين والعراقيين بالإضافة لأعداد قليلة من البنغاليين والهنود والباكستانيين.
بعض من هؤلاء المسلمين أيضًا هم إسبان تحولوا إلى الديانة الإسلامية، ويبلغ عدد هؤلاء حوالي 20 – 50 ألف شخص.
وبعد صدور قوانين حرية الأديان في إسبانيا زاد انتشار الهيئات والمؤسسات الإسلامية حتى وصل عددها إلى 49 مركزًا وهيئة و أبرز هذه المراكز هي المركز الإسلامي الإسباني، وجمعية المسلمين الإسبان في غرناطة، والجمعية الإسلامية في إسبانيا، والجمعية الإسلامية في أشبيلية، والمفوضية الإسلامية في إسبانيا.
ويوجد في العاصمة مدريد المركز الإسلامي الثقافي، ويضم مسجدًا ومدرسة لتعليم العلوم الإسلامية واللغة العربية واللغة الإسبانية والقرآن الكريم، بالإضافة إلى معمل لتعليم اللغات كما يوجد أيضًا المعهد العربي للدراسات الأكاديمية، والمعهد الإسباني العربي للثقافة، والمدرسة العربية.
تعتبر “المفوضية الإسلامية في إسبانيا” الجهاز الشرعي الممثل للإسلام والمسلمين بإسبانيا أمام المواطنة والإدارة الإسبانية للتمثيل وللمفاوضات وللتوقيع ومتابعة الاتفاقات المعقودة مع الدولة تجاه الإسلام. هذه المفوضية تم إنشاؤها عام 1992م.
وتتكون المفوضية الإسلامية من اتحادين هما اتحاد الجاليات الإسلامية في إسبانيا والاتحاد الإسلامي للكيانات الدينية الإسلامية. عام 2010م بلغ إجمالي عدد الجمعيات الإسلامية على مستوى إسبانيا والمسجلة بوزارة العدل 791 جمعية، 58% من هذه الجمعيات يتبع اتحاد الجاليات الإسلامية، و9% يتبع الاتحاد الإسلامي للكيانات اللإسلامية، والبقية تبقى خارج هذين الاتحادين.
ويعد المركز الإسلامي في مدريد، الوجهة الأساسية التي للمسلمين في إسبانيا، منذ الساعات الأولى لشهر رمضان المبارك، ويستمر كذلك حتى انتهاء الاحتفالات بعد الفطر المبارك.
ويستعد المركز لهذا الإقبال بشكل خاص، فيتولى القائمون عليه إعداد ما لا يقل عن 500 وجبة إفطار يوميا، كما ينظم احتفالا خاصا جدا بليلة القدر، يشارك فيه مسلمون من جميع المدن الإسبانية، وذلك بإقامة الدروس المتنوعة في علوم الشريعة وتصحيح التلاوة