الرياض - العرب اليوم
بدأت بعض الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية التمرد على حالة الكساد الثقافي التي تسود الصيف، وسعت إلى تحويله من موسم للإجازات إلى موسم للقراءة، مستثمرة الوقت المتاح والمتوفر للقراء غير الملتزمين في المدارس أو الجامعات أو بعض الجهات التي تركن إلى الإجازة.
وبدأت أندية أدبية مثل الباحة وجدة خطوات عملية في هذا المسعى، متخطية أخطاء كثير من المؤسسات الثقافية العربية الأخرى، بما فيها دور النشر التي تركن إلى ما يشبه السبات خلال الفترة الممتدة من حزيران/يونيو وحتى أيلول/سبتمبر، حيث تحشر معارضها للكتب خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام، حتى لتتقاطع المواعيد وتتداخل فلا تعطي القراء فسحة مناسبة للمتابعة، كما تُدخل دور النشر نفسها في لهاث قاطع للنفس للانتقال من معرض إلى آخر، فيما تغفو في بقية الأشهر قبل أن تصحو مطلع تشرين الأول/أكتوبر.
ويتذرع البعض بظروف المناخ والطقس التي تحكم إقامة المعارض في بعض الأشهر كما يحدث في دول الخليج، إلا أن بقية الدول العربية لا تمتلك الحجة ذاتها لجدولة معارضها بشكل متداخل مع معارض أخرى عربية ودولية.
وأكد رئيس نادي الباحة الأدبي، الشاعر حسن الزهراني أن ناديه قرر الذهاب إلى القارئ بدلا من أن ينتظر قدومه، ولذا اعتمد جملة خطوات تجعل القراءة متاحة والكتاب في متناول الجميع خصوصًا في الصيف، مستفيدًا من طبيعة الباحة السياحية الجاذبة للزوار خلال هذا الفصل، وتابع "خلال صيف كل عام نعمل في النادي على نشر الكتاب للمصطاف والمقيم، ومن خلال هذه الفكرة بادرنا إلى وضع مكتبة في صالات مطار الباحة، ثم نهج الزملاء في بعض الأندية هذا النهج، كما نظمنا معارض مصغرة في معظم فنادق الباحة لزوار المنطقة، وكذلك في صالات الانتظار في بعض المستشفيات والإدارات الحكومية، ونظمنا معرضًا متنقلًا لإصدارات النادي، يتنقل في متنزهات وحدائق المنطقة ومحافظاتها، ولاقى إقبالًا كبيرًا من المصطافين، وكانت بادرة تفرد بها النادي".
وأضاف أنه "لم نقتصر فقط على التحرك داخل المنطقة، وخاطبنا أهم المكتبات داخل الباحة وخارجها لبيع كتب النادي بأسعار مخفضة للقارئ، وبنسب مغرية للمكتبات، واستجابت لنا بعض المكتبات، وعرضت كتب النادي ومازلنا ننتظر البقية، وهذه خطوة تضمن انتشار كتبنا أكثر، وبأسعارها المخفضة يمكن أن تجلب مزيدًا من القراء".