الرياض ــ محمد الدوسري
رصدت أقلام كُتّاب الصحف السعودية، اليوم، حزن الشعب السعودي على رحيل الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤكدةً على إنجازاته الهامة داخل المملكة وخارجها وعلى سلاسة انتقال الحكم في المملكة، وسط استقرار لا يترك لحظة فراغ
واحدة.
وفي صحيفة "الرياض" كتبت الصحفية مهـا محمد الشريف، تحت عنوان "رحيل ملك القلوب" سيظل رحيل الملك عبد الله من الأحداث الأكثر مأساوية على قلوب السعوديين ، وسيسجل التاريخ للذاكرة الإنسانية فقدان رجل عظيم لن ينساه الزمن والناس".
وفي صحيفة "الوطن" يشير الكاتب الصحفي علي عبدالله موسى، إلى بعض إنجازات الملك عبد الله، والتي تمت في وقت قياسي، ويقول "رحل الملك عبدالله ، بعد أن قدّم لشعبه ولأمته وللعالم الكثير من الإنجازات التي سجلها التاريخ في سجل شرفه الحافل بالعطاء والنماء والتطور والتقدم في زمن قياسي يعد سابقة في تاريخ الأمم والشعوب لاسيما اهتمامه بالتعليم العام والعالي واهتمامه بالمرأة وإبراز جهودها ومناصرتها، وتمكينها علمياً ووظيفياً وفتح جميع المجالات أمامها وفق القيم والأعراف والمرجعيات الوطنية وعلى مستوى التنمية أسس المدن الصناعية والاقتصادية والمالية، وسارع إلى الاهتمام بالشباب وبالمواطنين فأسّس الكثير من المشاريع كما اشار الى اهتمامه بالقضايا الوطنية الملحة ومعالجة ملفات الإرهاب والتطرف والفساد والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة".
وعنون الكاتب الصحفي حمود ابو طالب مقاله فب صحيفة عكاظ "استرح .. فقد تعبت من أجلنا" وقال "منذ فترة طويلة لم يحدث لدينا ما حدث تلك الليلة. لم يحدث أن ينسى الجميع كل ما يدور حولهم ويشغلهم لينشغلوا بأمر واحد.
لم يحدث أن يلتقي الجميع بلا استثناء في مكان واحد. لم يحدث أن يتحد الجميع في لغة واحدة وشعور واحد، لم يحدث أن يلهج الجميع بنفس الوزن والقافية. لم يحدث أن يعزفوا على مقام واحد، ونوتة واحدة، دون نشاز، إلا تلك الليلة. ليلة رحيلك، ليلة تركتهم يغرقون في الحزن على فراقك أيها الحبيب.
فيما واصل الكاتب الصحفي طارق الحميد، رصد إنجازات الملك الراحل، تحت عنوان "السعودية .. رحيل ملك المواقف الحاسمة" فقال في مقال في صحيفة "الشرق الأوسط": "اليوم نتحدث عن الراحل الملك عبد الله، رحمه الله، الذي تشرّفت بمرافقته في كل رحلاته الملكية ..عبر الملك عبد الله بالسعودية بعد موجة إرهابية غادرة تجلت في إرهاب 11 سبتمبر (أيلول) في أمريكا، التي لحقتها موجة إرهابية في السعودية نفسها، وكان تحدياً خطيراً، لكن الراحل وقف لتلك الآفة بالمرصاد .. قاد انفتاح البلاد، والإصلاح، والتطوير، وإعطاء المرأة حقها. قدّم الراحل أهم رؤية للسلام في المنطقة، ولا تزال هي الرؤية التي تحكم وضع القضية الفلسطينية لليوم .. وفي عمق الأزمة المالية العالمية أدخل السعودية إلى مجموعة العشرين، وقاد نهضة اقتصادية حقيقية في السعودية، وفوق كل هذا قدّم مشروع هيئة البيعة الذي مثل رؤية لترتيب البيت السعودي السياسي .. وتنبّه للخطر الإيراني، وخطر مشروع تفتيت الدول العربية، وقبل ما عرف بالربيع العربي تنبّه مبكراً لمخاطر التطرف، والإسلام السياسي الأصولي، ولذا وقف وقفة حزم فيما عُرف بالربيع العربي، حيث كان همّه حماية الدولة العربية نفسها .. تصدّى للمطامع في البحرين، ووقف وقفة حزم. وقف في مصر موقف ملك وقائد، وسخّر كل الإمكانات لإنقاذ مصر، رغما عن المواقف الغربية .. ولذلك نجد أن الراحل الملك عبد الله، لم يكن ملكاً محبوباً من السعوديين وحسب، بل من كل العرب والمسلمين، حيث انطلق ببلاده إلى آفاق أرحب، وحفظ وحدة الخليج، وحمى الكيانات العربية، وأهمها مصر، وانتصر للدم السوري، ورحل والسعودية في أقوى مراحلها، على الإطلاق. كان ملك مواقف حقيقية، رحمه الله رحمة واسعة".
وبعين تتطلع للمستقبل واستقرار المملكة، يؤكّد الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد، أن "السعودية حسمت القلق" بشأن انتقال السلطة، فتم الأمر بسلاسة ودون لحظة فراغ، وفي صحيفة " الشرق الأوسط" يقول الراشد "كانت بيانات ترتيب بيت الحكم السعودي التي أذيعت أمس، أهم ما سمعه السعوديون منذ مطلع هذا القرن؛ لأنها جاءت في وقت مضطرب للمنطقة، وفي زمن يهمهم أن تحسم العائلة المالكة مسارها، وتبين خط المستقبل، فقد توفي وليان للعهد من قبل، ولأول مرة تمّ استحداث نظام يحدّد ولي ولي العهد .. الملك الراحل، عبدالله بن عبدالعزيز، كان كبيراً وشعبياً، وخَلَفه سلمان بن عبدالعزيز ملكاً، كان ظله وشريكه، وكان مشاركاً في الحكم، ومن أعمدة الدولة الرئيسة لنصف قرن تقريبا".
ويضيف الراشد "السعودية بين إعلان الوفاة وإعلان الملك الجديد، لم تعش دقيقة فراغ، ولم تترك الناس طويلاً تنتظر الإجابة عن الأسئلة المهمة. بعد إعلان الوفاة، جرى انتقال سريع من ملك إلى ملك، وفي الصباح عُين ولي عهده، وولي ولي عهده، وصارت الدولة مؤمّنة بحكمٍ محسومٍ لسنين مقبلة. الملك سلمان حسم الأسئلة المعلّقة حول مستقبل الأسرة المالكة، ومستقبل المملكة، ونقلها إلى عهد جديد".