الكويت ـ أ ش أ
استطاعت اللهجة الكويتية أن تحافظ على كيانها رغم التحديات المعاصرة كونها "متحركة" ولتمكن المتحدثين بها من الحفاظ على شكل الافعال فيها لأن "ضياع الافعال يعني ضياع اللهجة" وذلك وفقا للباحث في اللهجة الكويتية ومؤلف (موسوعة اللهجة الكويتية) خالد الرشيد.
وأوضح الرشيد أن الأسماء الأجنبية التي تدخل في اللهجة الكويتية على اختلاف اصولها وجذورها من هندية واوردو وفارسية وتركية وغيرها من المفردات هي في الغالب أسماء مواد أو مأكولات ليس لها مقابل في اللهجة الكويتية.
أما عن العوامل التي تسهم في انتقال الالفاظ "الدخيلة" على اللهجة الكويتية، فأشار إلى أن في مقدمتها "الوضع الجغرافي وقرب المسافة" اللذين يساهمان في نقل المفردات من منطقة، فسكان محافظة الجهراء مثلا لديهم مفردات عراقية في الفاظهم أكثر من سكان الفحيحيل، لقربهم جغرافيا من العراق، وبين أنه يمكن قياس ذلك على اللهجة السعودية التي يتحدثها أهل جدة وتوصف بأنها قريبة من اللهجة المصرية بحكم قرب المسافة الجغرافية حيث لا يفصل المنطقتين إلا البحر الأحمر.
وبشأن أصول الكلمات الدخيلة وعما اذا كانت في غالبيتها مأخوذة من الفارسية، قال الرشيد انه عند تتبع أصول الكلمات الفارسية يتبين لنا أن "90 في المئة منها أسماء مواد"، مضيفا أن المفردات الفارسية باللهجة الكويتية قليلة وتصل الى ما بين 30 و40 كلمة من اصل 3500 الى 4200 مفردة كويتية.
وذكر أن تلك الكلمات لا يعرف ما اذا كانت فارسية او هندية او اوردو او تركية وذلك لاحتواء قواميس اللغات السابقة على نفس المادة مثل كلمة (نان) التي تعني الخبز، و"لا نعلم ما هو اصلها بالضبط".
واشار الباحث الى "أن اللفظة توصف بأنها غير عربية اذا لم يأت ذكرها في القرآن فإذا ذكرت في القرآن فانها عربية لكن اذا ذكرت دون القرآن فلا نعلم ما اذا كانت عربية مولدة (مولودة) بعد طوفان سيدنا نوح حيث محيت العربية الاصلية ونشأت العربية العاربة والمستعربة وغيرهما".
وأضاف أن اللهجة الكويتية احتفظت بلفظات ذات اصول فارسية مثل "باجة وكليجة وعنجكك وبنك"، وهي أسماء مأكولات ليس لها مقابل بالكويتية.
أما الأفعال فيعتبر الرشيد انها ظلت كما كانت عليه منذ ما بين 200 و300 سنة ولم يطرأ عليها تغيير "فالأفعال نام وأكل وطاح (بعنى سقط) لم تستبدل بأفعال أخرى أجنبية ولا تحوي اللهجة الكويتية افعالا خارجية تعبر عن الالم او الفرح أو الزعل (العتاب).
وأكد أن عدم تغيير متحدثي اللهجة للافعال وحفاظهم على شكل الافعال هو السبب الرئيس الذي ساهم في حفظ اللهجة الكويتية فضياع الافعال يعني ضياع اللهجة، أما عن الأفعال التي يتم استحداثها لتواكب الزخم الالكتروني، فأشار الباحث الى لجوء مستخدمي اللهجة الى الكلمات الاجنبية وتعريبها واشتقاق افعال واسماء منها.
وأضاف أن حياة تلك الافعال والاسماء وغيرها من المشتقات مربوط بوجود تلك التكنولوجيا ككلمة (بيجر) جهاز النداء، وهي مأخوذة من كلمة (Pager) الانجليزية والتي رافقها اشتقاق فعلي (بيجير لي) اي (اتصل بي عن طريق جهاز النداء) وعبارة (عطني بيجر).
وتابع قائلا:إنه مع اختفاء تقنية (البيجر) تلاشى استخدام الكلمة ومشتقاتها والامر كذلك مع الاجهزة والخدمات والبرامج الالكترونية وغيرها حيث لا ينتقل استخدام تلك الكلمات الى الاجهزة او الخدمات او البرامج التي تتبعها بل يتم ابتداع كلمات جديدة تحل معها كاستخدام كلمة (منشنلي) المشتقة من الفعل الانجليزي (mention) والذي يستخدم في وسائل التواصل الاجتماعي لإرفاق اسماء المستخدمين.
ونوه إلى أن تداول الشباب لكلمات غير كويتية تتم استعارتها من لهجة اخرى كالمصرية او السعودية او المغربية خاصة بعد رمضان بسبب الكم الهائل من الاعمال التلفزيونية التي تعرض في تلك الفترة فينتقي الشباب منها كلمات يعكفون على استخدامها فترة ثم يتوقفون عن ذلك.