الدوحة_ قنا
نظم المركز الثقافي للطفولة حفل تكريم الشعراء الواعدين والمتميزين في ملتقى "الشعراء الواعدون" الذي يعتبر إحدى فعاليات برنامج الاديب الواعد، وذلك في الحي الثقافي "كتارا" بمشاركة لجنة تحكيم مؤلفة من الشعراء: راضي الهاجري وعادل عبدالله وحمد البريدي وبحضور عدد من المسؤولين وأولياء الأمور والطلبة.
وقال السيد عبدالله الملا، مدير إدارة العلاقات العامة في المركز الثقافي للطفولة، إن المركز يفتخر بالنجاح الذي حققه هذا الملتقى، حيث تمكن وبمشاركة الشعراء في لجنة الحكم من اكتشاف شعراء للمستقبل والعمل على دعم موهبتهم كي يكونوا فاعلين في المجتمع، كل في المجال الذي يبرع فيه. وشدد الملا على أن هدف الملتقى هو العثور على شعراء متمكنين لديهم خامات و"كاريزما" عالية، وهذا أحد أهداف المركز الثقافي للطفولة باكتشاف المبدعين القطريين والأخذ بأيديهم نحو مستقبل واعد.
وقدم الملا شكره للمدارس والمدرسين والمشرفين الذين ساهموا في إنجاح الملتقى وكذلك الشعراء الكبار المدربين، مؤكداً أن المركز في سعي دائم لاكتشاف المواهب ودعمها منذ البداية وحتى نهاية الطريق، عبر برامج متنوعة مثل الشاعر الواعد، الأديب الواعد والبرامج الثقافية والاجتماعية.
وقد أثنى السيد غانم آل ذياب رئيس قسم البرامج بالمركز الثقافي للطفولة على الحماس الذي تميز به الطلاب اليوم خلال الملتقى، حيث تفاعل الجمهور مع الشعراء الواعدين الذين القوا قصائدهم بكل احترافية وثقة، مؤكداً أن المركز يهدف دوماً الى صقل المواهب وتثقيفها، وذلك من خلال البرامج الأدبية المتنوعة من كتابة وخطابة وإلقاء الشعر.
وأشار آل ذياب إلى أن ملتقى الشعراء الواعدين يضم طلاباً من الفئة العمرية من 10 الى 16 عاماً وقد بلغ عددهم 150 طالباً تم تدريبهم من خلال لجنة من الشعراء المدربين والتي تألفت من الشعراء: راضي الهاجري، عادل عبدالله، حمد البريدي، والذين نقلوا تجاربهم الشخصية كشعراء الى الطلاب، وقاموا بتوجيههم الى الطريق الصحيح. وحول آلية دعم المركز لهؤلاء الطلاب بعد اختتام الملتقى، فقد أكد آل ذياب أن المركز الثقافي للطفولة يقوم بتوجيه الطلاب إلى مجال العمل الذي يناسب موهبتهم، فالموهوب في الإلقاء وصاحب اللغة العربية القوية يتم توجيهه الى وسائل الاعلام، وصاحب الموهبة الخطابية يوجه إلى وزارة الأوقاف، كما يدعم المركز اصحاب الأقلام المتميزة، حيث يتم توجيههم إلى الصحافة المكتوبة، كما يشاركون في إصدارات المركز الخاصة.
ولفت آل ذياب إلى أن الموسم القادم من ملتقى الشعراء الواعدين سيشهد برامج جديدة ومبتكرة وسيقوم بجذب أعداد أكبر من المشاركين لاكتشاف مواهب أكثر ودعمها حتى النهاية. ومن جانبه، قال الشاعر حمد البريدي عضو لجنة التحكيم إن تقييم الشعراء الواعدين يتم من خلال طريقة وقوفهم على المسرح، الحضور والكاريزما، الإلقاء ومخارج الحروف وكيفية التحكم بالصوت حسب موضوع القصيدة.
وأشار إلى أن مهمة الشعراء الثلاثة في لجنة التحكيم ليس فقط التحكيم بل التدريب والتوجيه، ونقل خبراتهم إليهم والعوائق التي واجهتهم في مسيرتهم كشعراء، ومن أهم النقاط التي تطلبت التركيز عليها لدى الطلاب، هي التدريب على الحفظ، والتدريب على عدم الإلقاء بشكل سريع، وقد نجح كثيرون في تخطي هذه العقبات. وبدوره، قال الشاعر راضي الهاجري إن الفكرة الاساسية للملتقى تقوم على دمج شعراء معروفين مع شعراء واعدين لنقل خبراتهم وتجاربهم اليهم لتحفيزهم على العزم ولزيادة موارد الإبداع لديهم وتقديم نصائح لهم لتجويد الأداء، والنقد بأسلوب غير جارح للتشجيع، واستكشاف مواطن القوة لدى الشاعر الواعد ودفعه إلى استغلالها، لافتاً الى انه ضد مبدأ التلقين للطالب بل المشاركة. واشار الهاجري إلى أن فترة التدريب كانت مكثفة وتخللها تواصل حي ومباشر مع الشعراء من أجل كسر الحواجز بين الطرفين، مؤكداً أن التواصل بين الطلاب والشعراء المدربين لا يتوقف مع انتهاء فترة المنتدى بل يستمر بطرق شتى مما يضمن متابعة هذه المواهب والاجابة عن أي استفسار والتشجيع لدى كتابة أي قصيدة او تطوير الأداء.
ونوّه الهاجري بأهمية ابتكار مثل هذه البرامج التي يقيمها المركز الثقافي للطفولة والتي تعنى بمواهب الشعراء والأدباء وتحتضنهم، وخاصة أن هناك الكثير من أصحاب المواهب قد تضيع موهبتهم لغياب مثل هذه البرامج التوجيهية، داعياً الى تكثيفها وبأن تركز البرامج الخاصة بالشعر على الشعر الشعبي والفصيح لأهميتهما. وتحدث الشعراء الواعدون الذين تم تكريمهم في ملتقى الشعر عن تجربتهم، حيث قال الطالب سالم سعيد حمد الجربوعي ،مدرسة السيلية الثانوية، إن أستاذ اللغة العربية اكتشف موهبته الشعرية فكان يجاريه في الشعر إلى أن رشحه للمشاركة في الملتقى، واستطاع أن يلقى إعجاب المشرفين ولجنة التحكيم بفضل اسلوب الأداء والحماس، مؤكداً أن اكثر ما تعلمه في الملتقى هو تطوير موهبته واكتشاف أخطائه وتحسينها، لافتاً إلى أنه سيكون أول المشاركين في أي برامج أخرى من هذا النوع لأنها تصقل موهبته وتغني تجربته.
وبدوره قال الشاعر الواعد ناصر البريدي، مدرسة محمد بن عبدالعزيز المانع، إنه يعشق الشعر منذ الصغر ويحلم بأن يصبح شاعراً محترفاً في المستقبل، معبراً عن إعجابه بالشعر لكونه وسيلة ليعبر الانسان من خلالها عن مشاعره بطريقة منظمة. أما الطالب هزاع خالد الخيارين، مدرسة محمد بن عبدالعزيز المانع، فقد أكد أن طموحه هو بأن يصبح شاعرا، خاصة أنه متذوق للشعر منذ الصغر ووجوده في ملتقى الشعراء اليوم يهدف إلى صقل موهبته مشدداً على أن لجنة الحكم ساهمت في ذلك من خلال تقديم الملاحظات للمشتركين، مؤكداً انه يفضل أن يسمع الانتقادات اكثر من المديح لأنها تسهم في تطويره أكثر وتعرفه على مواطن ضعفه.