مسرح طرطوس

يخوض مسرح طرطوس القومي أولى تجاربه في مجال مسرح الدمى ساعيا لتكوين نواة وبذرة في المحافظة لهذا الفن الذي شكل على مدى قرون وسيلة عالمية للتعبير عن الاوضاع الاجتماعية والسياسية وحكاية القصص ذات العبر.2

الخطوة الأولى انطلقت منذ نحو أسبوعين بورشة عمل تمثيلية يشارك بها خمسون طفلا وطفلة تستثمر وقت فراغهم في العطلة الصيفية على أمل الانتهاء بعرض متقن لمسرح العرائس متضمنا بصمات هؤلاء الأطفال المتراوحة أعمارهم بين السادسة والخامسة عشرة سواء في تصنيع الدمى أو التمثيل الصوتي في العرض.

وأوضح الفنان رامي عيسى مشرف الورشة أنه يتم تدريب الأطفال المشاركين في الورشة على مدى ساعتين يوميا بإشراف مختصين في مجالات التمثيل والحركة والصوت والإلقاء في محاولة لاستيفاء شروط نجاح هذه التجربة في خطوة يأمل المسرح القومي من خلالها تعميم مسرح الدمى في جميع المحافظات.

وأضاف عيسى إن مسرح الدمى ازدهر في العديد من الدول وازدادت شعبيته وتقنياته حتى بات ممثل مسرح الدمى من الممثلين الأعلى أجرا نظرا للقدرات التي يتطلبها دوره على مستوى الأداء وإمكانيات الصوت والارتجال.

وبين عيسى أن الورشة تتضمن عروضا مسرحية عربية وأجنبية للأطفال تقدم عبر شاشة اسقاط لإدخال المشاركين في جو العمل المسرحي إضافة إلى دروس في كيفية صناعة الدمى المسرحية كما تتضمن الورشة امتحانا لأصوات الأطفال لتشكيل كورال للصغار.

وحول الغاية من الورشة أوضح عيسى أن الهدف منها تحفيز الخيال لدى الطفل وقدرته على التفكير والتركيز واستخدام الدراما في تقوية نقاط الضعف ذات المنشأ النفسي كالخجل والصوت المنخفض والتوتر من خلال تمارين لتعليم مبادئ التمثيل وإطلاق العنان للخيال والتمارين الحركية باليدين والأصابع للتمكن من التعامل مع الدمى وتوظيف حركاتها حسب المطلوب تمثيليا مشيرا إلى وجود خطة للمسرح القومي لتقوية اللغة العربية عبر الدراما.

وحول تفاعل الأطفال مع مثل هذه الورشات لفت عيسى إلى وجود مستويات متفاوتة بين الأطفال من ناحية التفاعل “فبعضهم كان في غاية الجرأة وسرعة البديهة واخرون يجتهدون لتخطي بعض الحواجز النفسية التي تمنعهم من التفاعل بحيوية أكبر”.

أما علي اسماعيل مدير المسرح القومي بطرطوس فقال إن الفنانين المشرفين على الورشة بصدد تأمين مواد تصنيع الدمى من اسفنج وأقمشة وألوان للانتقال لمرحلة اكثر عملية مشيرا إلى أهمية مواكبة الطفل لمراحل التصنيع لما لذلك من دور في زيادة اقناعه بالدمية وأدائها والتفاعل معها.

واضاف اسماعيل سيتم إطلاع الطفل وإشراكه بمراحل تسجيل المسرحية صوتيا للاستفادة منه بتقنية البلاي باك عند تمثيل العرض علما أن جميع الأطفال سيشتركون بتصنيع الدمى ووضع بصماتهم عليها.

وعبرت المشاركة لين زينو 6 سنوات عن سعادتها وتفاعلها الكبير مع مضمون الورشة وخاصة انها تحب تمثيل المسرحيات باستخدام ألعابها في المنزل.

وبينت رهف عيسى 11سنة التي سبق لها المشاركة في إحدى المسرحيات أن المواد البصرية المسرحية التي قدمت للأطفال ساعدت إلى درجة كبيرة في زيادة تعلقهم بالمسرح ورغبتهم بتعلم الأداء الجيد وتطويره إضافة إلى إتاحة الفرصة لأي طفل لاقتراح قصة أو فكرة مسرحية لتمثيلها.

وتحدثت ريم كوسا 14سنة كيف أنها أحبت كثيرا درس صنع الألعاب من الصلصال وتخيلها في أدوار درامية إضافة إلى التمارين المسرحية التي تكسب الطفل جرأة التعبير عن نفسه في حين تشير جلنار صالح 10 سنوات الرائدة على مستوى طرطوس في مجال الشعر إلى رغبتها بتطوير نفسها في الإلقاء والقدرة الصوتية والتمثيلية.

أما أحمد عيسى 13سنة فبين أن هدفه الأساسي من المشاركة التغلب على خجله وتنمية مواهبه التعبيرية ولا سيما مع طموحه لأن يغدو ممثلا ناجحا مطلوبا لأدوار البطولة.

يذكر أن الورشة مستمرة دون سقف زمني محدد إلى حين نضج هذه التجربة الرائدة على مستوى المحافظة والخروج بعرض متقن قدر الإمكان لمسرح العرائس.