معرض النحات محمد سعد العريفي الحارثي

تنتمي أعمال النحات محمد سعد العريفي الحارثي المسندية إلى المدرسة التأثيرية لارتباطها بالأضواء والظلال، وتأثر في قريته لما تمتاز به من تنوع جغرافي ومناخي حتى أصبحت ملهمته بكل ما فيها من عمارة تقليدية وزخارف ومناظر طبيعية، وفي ذلك يؤكد أنه "رسمت القرية بتقنيات متنوعة، وكان لون الحجر الطبيعي وخضرة البساتين حاضرا في ألواني، أما رعي الأغنام وتربيتها فكان لهما الأثر في مواضيعي".

 و استطاع أن يخرج من استحضار القرية في نصوصه البصرية إلى توظيف الخط العربي في أعماله "الحروفية" التي تصور الخيل والحرمين الشريفين برؤية جمالية تستلهم القيمة الرمزية للحرف، أما أعماله النحتية فتتجه للتجريد وفق رؤية تخصه وتميزه، من خلال تقنيات ومعالجات يوظف فيها إلى جانب الرخام كمادة رئيسة مخطوطات قديمة أو زخارف إسلامية.
وأكد عن مشاريعه المستقبلية وأمنياته على أنه يعمل على إقامة معرض ثنائي مع التشكيلي فايز أبوهريس في جدة، كما أنه يتمنى أن يكون هناك مقر للفنون البصيرة في الطائف، وأن تتفق جهود التشكيليين والتشكيليات للنهوض بالحركة الفنية بالمملكة.

ويذكر أن الحارثي المولود في قرية "العرائف" في محافظة ميسان بني الحارث عام 1391، التحق في معهد التربية الفنية في الرياض عام 1408، وبعد تخرجه في المعهد عام 1411 كثف من حضوره للمعارض والتظاهرات التشكيلية التي تقام في محافظات منطقة مكة المكرمة على وجه التخصيص والمملكة بشكل عام، الأمر الذي مكنه من الاحتكاك بفنانين منهم: محمد الرباط وسعيد قمحاوي وفايز أبوهريس وعثمان الخزيم، وهو عضو الجمعية السعودية للفنون التشكيلية "جسفت"، ونظم كثيرا من المعارض التشكيلية، وشارك في ملتقيات ومعارض تشكيلية في الداخل والخارج، وحصل خلالها على جوائز وشهادات تقدير.

 وأوضح أنه "استفدت كثيرا من دراستي في المعهد، إذ كانت أولى مشاركاتي في المعارض التشكيلية من خلاله والحصول على أولى الجوائز التشكيلية وتكريمي بالميدالية الفضية من الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وكان ذلك دافعا لي نحو والإبداع".