أبها – العرب اليوم
بين مدى حقيقة القبر الذي ينسب لـ "ذي القرنين"، حسب بعض المصادر التاريخية، ومسجد بالاسم نفسه، قدرت عمره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بنحو 200 عام، تدور تساؤلات حول القيمة التاريخية لموقع أثري مطل على الجهة الشمالية الشرقية لمدينة أبها، يلحظه العابر للطريق المحاذي لموقع ورش صناعية أبها، خصوصا أنه محاط بسياج للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وتعلوه لوحة تحذيرية بأن هذا المكان موقع أثري، لا يجوز التعدي عليه بأي شكل. لكن ما يثير فضول الزائرين دائما هو عدم وجود أي لوحة تعريفية بالمكان، رغم الأهمية التاريخية التي يبدو عليها. وهو ما ردت عليه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالتأكيد على أن موقع المسجد ضمن خطة عاجلة تقوم الهيئة بموجبها بوضع لوحات تعريفية لجميع الأماكن الأثرية.
ويعرف من أبرز المهتمين بهذا الموقع الباحث أنور محمد آل خليل الذي زار المكان عدة مرات، كان آخرها قبل أشهر، حيث وثق واقع المكان حاليا كاملا بالصور الفوتوجرافية ومقاطع الفيديو.
وأكد آل خليل أنه يتمتع هذا الموقع الأثري بوجوده على ضفة وادي أبها الذي كان غيّله يجري طوال العام، إلى عهد قريب، ما جعل بركة كبيرة من الماء العذب تتكون في منخفض من الوادي المجاور للموقع من ناحيته الشرقية، ورأيت هذه البحيرة بأم عيني قبل ثلاثة عقود وهي تموج بمياه عميقة تحيط بها أشجار الأثل وشجيرات الحبق. حيث كان المتنزهون يقصدون هذا الموقع في أيام عطلهم الأسبوعية ومنهم من كان يستمتع بممارسة صيد الأسماك التي كانت تعيش في المياه العذبة.