حلقة شعر

من مجدي التل-واصل مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته الثلاثين مساء امس الاثنين، فعالياته بأجواء تنفتح على الاخر وفضاءات الشعر.

و اطلق شعراء الامسية الشعرية في الساحة الرئيسة بموقع جرش الاثري، العنان لخيالات الوجد والصبابة، والتغني بالوطن والام، باللغتين العربية والفرنسية، لتتفتق عن مكنونات انسانية حميمة ترتقي بجماليات الصورة الشعرية وبلاغاتها.

وقرأ الشاعر سمير درويش من مصر قصيدته "ليس بهيجا بالكامل" في الامسية التي ادارها الشاعر والمترجم نزار سرطاوي/الاردن، و قال فيها: آتيك الف مرةٍ، والف الف لان خلوتي هذا الجسد وموطني احتاج ان افتح الابواب فيهِ اعبر الحواجز التي احبها احصي مسام جلدك الرقيقِ قطعة فقطعة.

فيما قرأ الشاعر الدكتور ناصر شبانة من الاردن قصيدة "اشتياق، وقال: اشتاق طيفك كلما ارتحلا واعود من درب الهوى ثملا واقول يا ويلي ولهفي نسي الحبيب وعوده وسلا.

والقى الشاعر محمد نصّيف من العراق قصيدتين "الاولى لمدينته الفلوجة التي وصفها بانها صنعت من اسمها رمزا للتحدي والصمود وجاءت بعنوان "فلوجة الكبرياء" والاخرى بعنوان "بين حبين، بغداد وعمان" قال فيها: يتقاسم قلبي حبان..لشذا بغداد وعمانِ ما بين مدينة ميلادي..وربيع صباي الفتانِ ومدينة عشق تحملني..لفضاء الحلم المزدانِ وهما في ليلي قمران..وهما بنهاري شمسانِ وانا مقتول بينهما..لا اعلم ايهما الجاني يتسلق روحي حبهما..كزروع فوق الجدرانِ وقرأ الشاعر جلال برجس من قصائده "خفيفا من الوزن والقافية"، ومنها: اكتب لانساك حينما تكذبين على ارض قلبي فأرسم في دفتر النص غيما وفي نهايته اقدح شعلة البرق وارسم ايضا في نهايته وهم الاخضرار.

وقرأ الشاعر سمافو ديجولو من تشاد بالفرنسية قصيدتين وقرأ ترجمتهما الى العربية الشاعر السرطاوي، الاولى بعنوان "غوينغي" تتحدث عن والدته، والاخرى بعنوان "تشيري" وتتحدث عن قريته التي قال فيها: تشيري، اريد ان اراك مرة اخرى..

مرة اخرى اتمشى على امتداد النهر اود لو انني لم ازل طفلا بين ذراعيك، على ظهرك وفي حجرك لتختتم الامسية بالشاعر هشام قواسمة من الاردن الذي قرأ قصيدتي "نبي غريب" و"لتشرين بعض الاغاني" والتي قال فيها: على عتبات الغروب اعود امازح بوابة القلب ثانية واغني وانثر بعض التمني لعينيك تلك التي صاغت الصمت يوما اغني ولست سواك اغني.

وقدمت الفرقة الموسيقية "جمعية الربيع الفني القسنطيني" من الجزائر في الساحة الرئيسة، عرضا موسيقا غنائيا بمصاحبة الالات الوترية والايقاعية، افتتحته بمقام الزيدان الذي يرتكز على نغمة الدوكاه(ري) وهو يقابل مقام الشهناز، و"يا باهي الجمال"، ومن "المالوف" والموشح القسنطيني، تفاعل معه جمهور المهرجان.

وقال المتحدث باسم الفرقة التي تضم 10 فنانين من العازفين والمغنين، قدور خروطو(عود) لوكالة الانباء الاردنية(بترا)، إن الجمعية تسعى للمحافظة على التراث الاندلسي وخصوصا الذي تشتهر به مدينتهم القسنطينة عاصمة الثقافة الجزائرية لعام2015.

واعرب عن سعادتهم بالمشاركة في مهرجان جرش والتي جاءت من خلال وزارة الثقافة الجزائرية.

وقال احد اعضاء الفرقة المطرب محمد مصطفى سوداني ان الفرقة تقدم المالوف والزجل والمدح والحوزي والعروبي والمحجوز والقادريات بالاضافة الى الموشح الاندلسي، مشيرا الى انها شاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية اضافة الى تركيا، وتعمل على التعريف ونشر الموشح الاندلسي الذي ترعاه مدينته القسنطينة التي يتجلى فيها حضور ثقافة الاندلس.

وقدم على خشبة المسرح في الساحة الرئيسة الفنان حسين طبيشات شخصية العم غافل باسكتش مسرحي توعوي شاركه فيه الفنانون ديانا رحمة ونجلاء عبدالله وعبدالمجيد ابو طالب وشوق تيمور، اذ تحدث فيه عن مرضى السرطان واهمية الاشتراك ببرنامج رعاية الذي اطلقه مركز الحسين للسرطان.

كما قدم الفنانون اسامة عبده موسى وعمر السقار وعبدالله الصرايرة في ذات الساحة عددا من الاغاني الوطنية التي تنهل من الموروث الشعبي الاردني.

وعلى المسرح الشمالي قدمت فرقة "هايدوت" القادمة من فرنسا والتي تعنى بتراث البلقان الموسيقي والغنائي 12 مقطوعة موسيقية تنوعت بين الايقاع البطيء والمتوسط والسريع بمصاحبة عدد من الالات الوترية والهوائية النفخية والايقاع.

وقال احد مسؤولي الفرقة عازف البزق زكي تشولاش لــ(بترا) انهم يقدمون موسيقاهم بالاتكاء على الموروث العثماني في بلاد البلقان وتركيا وبتوزيع عصري ينسجم مع الحداثة دون الاخلال بالقوالب الموسيقية الاصلية، وتعرض من خلال تلك المقطوعات ثقافة منطقة البلقان مثلما تعبر موضوعاتها عن مشاعر الحب والاشواق والالم وتعكس انماطا من العادات والتقاليد وموروثات تلك المجتمعات.

وبين ان هذه المشاركة الاولى في الاردن للفرقة التي تضم 7 موسيقيين من اصول صربية وبلغارية وتركية وفرنسية، معربا عن سعادتهم بالمشاركة في مهرجان جرش.

وقال "لقد تأثرنا كثيرا بمشاهدة مدينة جرش وعظمتها والمشاركة في المهرجان التي منحتنا شعورا عظيما بالسعادة، متمنيا للاردن "بلد السلام" بحسب وصفه، وشعبه دوام السلام، ولجميع شعوب المنطقة كذلك، والحب والاحترام والتقارب.

واختتمت فعاليت امس بـ"ليلة اردنية" فنية غنائية على المسرح الجنوبي شارك فيها الفنانون جهاد سركيس ويحيى صويص وسهير عودة وسامر انور قدموا فيها مقطوعات غنائية تنوعت بين الوطني والعاطفي ومن التراث الغنائي نالت استحسان الجمهور.