ضريح الشاعر

تصادف الاربعاء ذكرى مرور خمسين عاما على رحيل الشاعر العراقي بدر شاكر السياب الذي يعد من مؤسسي قصيدة الشعر الحر في العالم العربي وروادها والمعروف بثورته الشعرية على القصيدة العمودية التقليدية.

ويعتبر السياب المولود في البصرة جنوب العراق عام 1926 من الشعراء الذين ثبتوا دعائم شعرية اختلفت عن شكل القصيدة الشعرية العمودية التقليدية.

واستذكر عدد من الادباء والمثقفين العراقيين السياب في تجمع استعادي اقامته مؤسسة المدى للثقافة والفنون.

وقال الكاتب والاعلامي علي حسين مدير تحرير صحيفة "المدى" ان "السياب رمز شعري وادبي متميز ترك ارثا لافتا متصلا بثورته الشعرية وريادته لنمط وشكل شعري كان احد رموزه ومؤسسيه".

واضاف حسين انه من المهم "ان نستذكر مناسبة مرور نصف قرن على رحيل الشاعر ونستعيد جزءا من ملامح السيرة الشعرية المتفردة بل حتى الحياتية والشخصية والاجتماعية لهذا الشاعر".

ولد السياب في قرية جيكور التابعة لمدينة ابي الخصيب الشهيرة في البصرة على ضفاف شط العرب وعاش طفولة قاسية بعد وفاة والدته عندما كان في السادسة من العمر. واكمل دراسته في كلية المعلمين في بغداد عام 1948 وتخصص في اللغة العربية، الا انه برع في الترجمة الانكليزية.

وتأثر السياب الذي كان يتميز بحس شعري عاطفي، بالرغم من حياته المليئة بالمعاناة، بالشاعر الانكليزي تي اس اليوت ، فكان يحمل كتبه ومصادره معه باستمرار.

وتوظف السياب في احدى الدوائر الاقتصادية التي تعنى بشؤون التصدير والاستيراد في العاصمة بغداد، كما عمل في بعض الصحف والمجلات، وذلك في منتصف خمسينيات القرن الماضي.

واصدر الشاعر الراحل عدة كتب شعرية، ابرزها "ازهار ذابلة" و"حفار القبور" و" المومس العمياء".

وفي منتصف عام 1964 ، تدهورت حالة السياب الصحية كثيرا ونقل الى احد مستشفيات البصرة ثم الى مستشفى في الكويت.

وتوفي بدر شاكر السياب في 24 كانون اول/ديسمبر 1964 في الكويت ونقل الى البصرة ليدفن في مقبرة الحسن البصري في مدينة الزبير.

وبالرغم من مسيرة حافلة على الصعيدين الادبي والثقافي، لم يعرض الا مسلسل واحد عن السياب من اخراج العراقي فارس طعمة التميمي اوقف بثه بعد اعتراض عائلة الشاعر على السيناريو.

وفي مهرجان دبي السينمائي الاخير، قدم المخرج جودي الكناني فيلما وثائقيا عن حياة السياب.