أعرب السفير المصرى بالجزائر عمر أبو عيش عن تقديره لجهود وزارة الثقافة الجزائرية ووالى قسنطينة حسين واضح على الجهد المبذول فى تنظيم الحفل الذى أحيته الليلة الماضية فرقة عبدالسلام نويره فى مستهل الأسبوع الثقافى المصرى الذى يقام فى ولاية قسنطينة فى إطار التظاهرة الثقافية "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" مشيرا إلى أن هذا الجهد يرسخ بصورة قوية العلاقات بين البلدين.

وأكد السفير عمر أبوعيش ـ فى مؤتمر صحفى عقده الليلة الماضية فى ختام اليوم الأول من الأسبوع الثقافى المصرى ـ أن الفن خير سفير لبلاده وكما كانت الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو د/محمود كامل حريصة أن يكون العرض الذى قدمته تكريما لذكرى الراحلة وردة ، فقد شعرت أننى أمام 22 سفيرا (عدد أعضاء الفرقة) للثقافة المصرية فى الجزائر مشيرا إلى أن هذا النوع من التظاهرات يجمع بين الشعوب ويساعد على تعريفهم بعضهم البعض وهو أحد ملامح ترسيخ العلاقات.

وأشار السفير المصرى بالجزائر إلى أن عنصر الثقافة مهم فى العمل الدبلوماسى لذا تحرض مصر على التواجد والمشاركة فى الفعاليات الثقافية فى الجزائر وخير دليل على ذلك حضور وزير الثقافة الافتتاح الرسمى لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015 والتى أقيمت فى السادس عشر من أبريل الماضى مضيفا أن هذه المشاركة كان لها مردود إيجابي وولدت قناعة قوية هى أهمية ترسيخ العنصر الثقافى بين مصر والجزائر .

وأوضح الدبلوماسى المصرى أن مجالات الثقافة عديدة فهناك الموسيقى والفنون الشعبية والأفلام والفن التشكيلى .. وكل هذه المجالات تساهم فى التقريب بين الشعبين مشيرا إلى أن مشاركة مصر لن تقتصر على قسنطينة بل ستمتد فى كافة الولايات الجزائرية وعلى مدار العام.

وفى هذا السياق ، حرص السفير المصرى على حصر بعض المشاركات المصرية الثقافية فى الجزائر فأشار إلى اختيار الفنان يحيى الفخرانى فى لجنة تحكيم مهرجان وهران السينمائى الذى سيعقد الشهر القادم .. كما تحدث عن فكرة عرض الأفلام ـ وخاصة الكوميدية التى تعرض ملامح الكوميديا المصرية التى مازال الجميع يراها ويستمتع بها ، معربا عن يقينه التام بأن الكوميديا هى المدخل الرئيسى لجذب المواطنين كما أنها تدخل البهجة فى نفوس المشاهدين.

وكشف السفير المصرى لدى الجزائر عن فعاليات ثقافية أخرى مستقبلية ، فقال إنه بصدد إعداد نوع من الحوار المجتمعى بين البلدين وذلك من خلال التبادل الثقافى وهناك اتفاق على عقد مسابقة لأطفال الجزائر ومصر حيث سيطلب من الطفل الجزائرى إبراز رؤيته عن المجتمع المصرى والعكس بالنسبة للطفل المصرى ، مشيرا إلى أن الطفل الجزائرى الذى سيفوز بالمسابقة ستنظم له ولأسرته رحلة سياحية مجانية إلى مصر.
ووصف التبادل الثقافى بين مصر والجزائر خارج التظاهرات الثقافية بأنه إيجابى ، مشيرا إلى أنه خلال الفترة التى تولى فيها مهام منصبة فى أكتوبر الماضى ـ أى فى ستة شهور ـ كان هناك حوالى ثلاث أو أربع مظاهرات ثقافية ثنائية مثل أحياء فرقة أم كلثوم للموسيقى العربية حفل فى الجزائر والتى كان الإقبال عليه منقطع النظير وفرقة الطبول الصحراوية الجزائرية التى شاركت فى فعالية بمصر.

وتحدث أيضا السفير عمر أبو عيش ـ خلال المؤتمر الصحفى ـ عن البعد الدينى حيث أكد أن الثقافة لا تقتصر على الفنون فحسب ولكن تشمل البعد الدينى أيضا ، مشيرا ـ فى هذا الصدد ـ إلى مسابقة حفظ القرآن الكريم التى اشترك فيها مؤخرا اثنان من الجزائر ، كما كشف عن تعاون مستقبلى مع معهد إعداد الإفتاء فى مصر حيث بلور مجموعة برامج تفيد فكرة الإفتاء بشكل موسع ولتكون أكثر تعبيرا عن الواقع.

وحول الوضع الثقافى فى مصر ، قال إن الثقافة وليدة المجتمع وهى متعددة الجذور وما حدث فى مصر خلال الفترة السابقة لم تكن الثقافة بعيدة عنه حيث تم إنتاج العديد من الأفلام التى عكست هذا الواقع ، مشيرا إلى أن الإنتاج السينمائى والتلفزيونى يتبع القطاع الخاص وبالتالى هناك تنوع.

وأشار ـ فى الختام ـ إلى أن الثقافة تلعب دورا كبيرا فى تهذيب الوعى وهى مكملة للإعلام الذى ينبغى أن يكون دوره إيجابيا وأن يكون دافعا للتنمية ، مؤكدا أن وسائل الإعلام سعيا للحصول على سبق صحفى قد لا تنظر أحيانا بعين الاعتبار إلى أمور قد تكون غير صحيحة مشددا على أهمية أن يكون الإعلام إيجابيا.