حجاج بيت الله الحرام

كشف عدد من الرحالة ممن زاروا منطقة شمال عسير، من بينهم ابن جبير وابن بطوطة وابن المجاور عن طرق الحج المارة بالمنطقة خصوصًا ما أسماه بعضهم ببلاد السرو، مؤكدين أن طرق هذه المنطقة كانت معبرا للحجاج، وكانت تمثل طرقا تجارية لمن يريد جلب بضاعته إلى مكة، لا سيما في موسم الحج.

وأكد أستاذ التاريخ القديم في جامعة بيشة، الدكتور مسفر سعد الخثعمي أن المسالك والدروب التي كانت تسلكها قوافل الحج والقوافل التجارية لا تزال معالمها قائمة حتى اليوم، مبينا أن هناك أدلة أثرية تبين معالم هذه الطرق.

وأشار في موسوعته عن الآثار والتراث والمعالم السياحية في منطقة عسير إلى أن هناك طريقا للحج من اليمن عبر جبال السراة يعرف بمحمل الجبال، وبين أن هناك الكثير من الشواهد التي تؤكد أن هذا الطريق كان يمر مع أرض محافظة بلقرن ومراكزها، وأوضح أن بعض الحجاج كان يتخذ من بعض المناطق محطات استراحة لهم.

وأورد الخثعمي دراسات تفيد بمآثر علمية وأدبية ومناقب كرم وضيافة من أهالي المنطقة للحجاج، واستشهد بما أشارت إليه بعض الدراسات الحديثة التي ذكرت أن رئيس محمل الحج اليمني اعتاد أن يمر في طريقه أثناء موسم الحج بالقاضي مناع الخثعمي في النصف الثاني من القرن الـ12الهجري، وأورد أبياتا للقاضي مناع رثى  فيها صديقه اليمني عندما علم بموته عام 1106 هـ.