عمّان - بترا
أصدرت دائرة الإفتاء العام اليوم الأربعاء فتوى جديدة تحرّم تعذيب الإنسان بما يخالف النصّ القرآني الكريم، وكان ذلك ردّا على سؤال ورد إلى دائرة الإفتاء، والسؤال هو الآتي: هل يجوز تعذيب الإنسان بما لم ينصّ عليه القرآن الكريم؟.
وتاليا نصّ فتوى دائرة الإفتاء العام جوابا على السؤال: - الإسلام دين الرحمة والسماحة، فقد دعى الناس إلى التراحم فيما بينهم، وجعل الرحمة سبباً في نيل رضا الله تعالى يوم القيامة. قال صلى الله عليه وسلم: الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء رواه أبو داود، وأمر الإسلام بالإحسان إلى الفقير والأسير والضعيف، وقال تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) الإنسان8.
فالإنسان مخلوق كرّمه الله عزّ وجلّ وفضّله على سائر المخلوقات. فقد قال تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) الإسراء70.
ومن مقتضيات هذا التكريم أن الله تعالى حرّم تعذيب الإنسان بغضّ النظر عن لونه أو عرقه أو دينه، قال صلى الله عليه وسلم (إن الله يعذّب يوم القيامة الذين يعذّبون الناس في الدنيا) رواه مسلم. وأكد الشرع الحكيم بصفة خاصة على عدم جواز تعذيب الإنسان بالنار، فقد قال صلى الله عليه وسلم (لا يعذّب بالنار إلا ربّ النار) رواه أبو داود، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تعذّبوا بعذاب الله رواه البخاري، فتعذيب الإنسان بالنار حرام شرعاً بغضّ النظر عن عمل المعذّب، والإقدام على هذا العمل ظلم كبير. فديننا الإسلامي نهى حتى عن حرق الحيوانات والحشرات بالنار، فالإسلام أمر بالرفق في الحيوان، فضلاً عن الإنسان، وقد قال صلى الله عليه وسلم: عذّبت امرأة في هرّة حبستها حتى ماتت جوعا فدخلت فيها النار رواه البخاري، وقد عقد البخاري في صحيحه باب (لا يعذب بعذاب الله)، ولا حول ولا قوة إلا بالله.