مقبرة قديمة

اكتشف فريق تنقيب تشيكي يضم الدكتورة سليمة إكرام، أستاذ ورئيس وحدة علم المصريات بالجامعة الأميركية بالقاهرة، مقبرة لملكة مصرية لم تكن معروفة الهوية سابقا، في جبانة تقع في منطقة أبو صير الأثرية، جنوب غرب مدينة القاهرة مما سيكون له أثر كبير في التعرف على تشكيل تاريخ الأسر المالكة بالمملكة القديمة وفهم دور المرأة في هذا الوقت.

قاد عمليات الحفر والتنقيب ميروسلاف بارتا، مدير المعهد التشيكي للآثار المصرية والأستاذ بجامعة تشارلز بمدينة براغ بالتشيك ، كما شغل منصب أستاذ سيمبسون في علم المصريات بالجامعة الأمريكية بالقاهرة خلال العام الأكاديمي 2013 - 2014.

وقال بارتا إن أكثر ما يميز هذا الاكتشاف هي النقوش المحفورة على جدران المقبرة والتي توضح أن هذه الملكة هي عضو جديد تماما أضيف للأسرة المالكة الخامسة.

وأضاف أن النقوش المحفورة داخل حجرة الدفن سجلت لقبين لهذه الملكة المصرية وهما "زوجة الملك"، و"أم الملك"، فقد حملت هذه النقوش بين سطورها الاسم خنت كاوس، والتي تعني "الملكة الأقرب مقاما لأرواحنا"، وهي الملكة المصرية الفرعونية الثالثة التي تحمل هذا اللقب.

ويرى بارتا أنها زوجة ملكية، غالبا للملك "رع نفر إف"، لأنها دفنت على مقربة من مقبرته ، ولاحظ أن الكشف عن مقبرة الملكة خنت كاوس الثالثة يساعد على فهم دور المرأة ومكانتها في دولة مصر القديمة بوجه عام.

اكتشفت هذه المقبرة التي ترجع إلي الأسرة الخامسة الوسطى (حوالي 2450 قبل الميلاد) في أوائل العام الحالي، وتقع هذه المقبرة داخل جبانة صغيرة خصصت لدفن صفوة البلاط الملكي، وقد تعرض قديما الكثير من أجزاء المقبرة للتلف مثل المصطبة، والمذبح، والناووس أو التابوت الحجري، إلا أن البعثة تمكنت من العثور على 24 وعاء من الحجر الجيري، و4 أدوات نحاسية كانت جزء من أدوات الدفن. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على بعض الشظايا العظمية الصغيرة، التي يرجح بارتا أنها عظام خنت كاوس نفسها.