الحي الثقافي "كتارا"

 تنظم المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" يوم غد الاثنين حفلا تتويجيا للفائزين في مسابقة "الحَبّال" الخاصة بصيد الطيور والتي أقيمت في مزرعة (إركية) التابعة لشركة حصاد قطر بمنطقة بيضا القاع بمشاركة (48) مشاركا ضمن (12) فريقاً.

وفاز بالمركز الأول فريق "الرويس" عبر اصطياده لـ "3 طيور مدقي"، تلاه بالمركز الثاني فريق (الجريان) بمعدل (2 مدقي ) ثم حصلت ثلاثة فرق على المركز الثالث "مكرر" وهي (الوجبة، زوير، الدفنة الغارية) (طائر مدقي لكل فريق). 

ومن المقرر أن يحصل الفريق الفائز بالمركز الأول على مبلغ وقدره عشرة آلاف ريال قطري، فيما سيحصل الفريق الفائز بالمركز الثاني على ثمانية آلاف ريال قطري، أما الفريق الفائز بالمركز الثالث فسيحصل على خمسة آلاف ريال قطري، كما سيتم منح جميع المشاركين في المسابقة هدية تذكارية.

وبهذه المناسبة قال الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي (كتارا): إن مسابقة (الحبّال) التي أطلقتها (كتارا) والفريدة من نوعها في قطر والمنطقة، نجحت في إعادة الأبناء والأحفاد إلى موروثهم الأصيل، وسلطت الضوء على ثقافة أهل قطر المرتبطة بالبر، وأعادت التألق لهذا التراث العريق، مشيرا إلى أن مسابقة (الحبّال) تسهم في إعادة الحميمية لتلك العلاقة التي تربطنا ببيئتنا البرية ليستمر هذا الموروث الشعبي الزاهر بكل ما يجسده من أصالة ومصابرة ومعرفة. 
 
وفي السياق ذاته، أشاد أهالي الأطفال المشاركين في (الحبّال) بإطلاق (كتارا) لهذه المسابقة التراثية الفريدة، مشيرين إلى أن المسابقة جسدت رحلة تربوية تعلموا منها الكثير من القيم الإنسانية النبيلة والفضائل الحميدة التي يزخر بها الدين الإسلامي الحنيف وتمثلها الأخلاق العربية الأصيلة مثل التعاون والتعاضد والتكاتف والتآزر، والاعتماد على النفس وقوة التحمل والصبر والمثابرة، فضلا عن الإلمام بالبيئة البرية التي تتجلى بأبهى صورها في فعاليات هذه المسابقة الرائدة، كمعرفة أنواع الطيور ومواسم هجرتها ومعرفة حالات الجو وسرعة الرياح وأنواع المزروعات والتضاريس والعمل بروح الفريق الواحد.

من جهته، قال السيد علي بن يوسف أحمد الكواري رئيس اللجنة المنظمة لمسابقة الحبّال: "إن الحبّال حققت الأهداف التي وضعت من أجلها، وهي غرس العادات والتقاليد القطرية الأصيلة المرتبطة بالبيئة البرية، واكساب الأطفال هذا الموروث الشعبي العريق الذي يقوي انتماءهم لبيئتهم وطبيعتهم وينمي لديهم التعاون والعمل بروح الفريق الواحد، مشيرا الى أن (الحبّال) التي تقام لأول مرة في قطر ومنطقة الخليج العربي، هي مقدمة لاكتساب الطفل مهارات الصيد بالقنص وتعلم (الصقارة) أو محطة عبور ينطلق من خلالها الى هواية صيد الصقور تلك الهواية التراثية الشعبية الشهيرة.  

وبدروه، قال السيد أحمد السليطي (عضو اللجنة التحكيمية في المسابقة): "إن عمل اللجنة ينحصر في مراقبة الفرق المشاركة، والاشراف على المنافسات، وعبر تزويد المشاركين بالتوجيهات اللازمة، التي تشمل المحافظة على البيئة، والابتعاد عن طرق الصيد الجائر، وتجنب الاصطياد في الأماكن المخصصة للمزروعات والعناية بالطيور". 

وكانت المنافسات بين المتسابقين الصغار الذين تترواح أعمارهم بين (10-15) قد بدأت يومي (23) و(24) أكتوبر الجاري، عبر اصطياد الفرق المشاركة لمختلف أنواع الطيور الزائرة التي يكثر وجودها في هذه الأيام من العام، وذلك بواسطة الأفخاخ التقليدية المصنوعة من أغصان الشجر، وتشمل هذه الطيور (السمن، المدقي، الفقاقة، وغيرها من الطيور)، وذلك بوجود لجنة تحكيمية تشرف على نتائج المسابقة، حيث توجه كل فريق من الفرق الـ(12) المشاركة الى وجهته المحددة ليضع فيها أفخاخه التقليدية وقام كل متسابق بوضع العتل (طعم من الديدان) في المكان المخصص في الفخ حتى إذا ما أتي الطائر لتناوله يطبق عليه داخل الفخ ويتم اصطياده. 

كما أقيمت المحاضرات النظرية وورش العمل في الفترة التي سبقت انطلاق المسابقة، حاضر فيها الأستاذ محمد علي المطاوعة وتناولت المفهوم التراثي للمسابقة المستمدة من الموروث القطري الشعبي، وأهميتها كتراث محلي مستوحى من البيئة القطرية البرية ويتوارثه الأجيال عبر العصور، كما تضمنت المحاضرة شرحاً بالفيديو عن القواعد الخاصة بصيد الطيور والاستعدادات المتخذة، مثل تجهيز الأفخاخ والطعم الخاص بها، واغتنام الأوقات الملائمة للمسابقة والتي تتزامن مع مواسم عودة الطيور الزائرة، كما اشتملت ورش العمل على طرق عمل الأفخاخ ومكوناتها مثل (الحقة، الطارة، المد، الخرزة، المزوار..).