مسيرة القوافل التاريخية

يتوقف زوار الدورة التاسعة لسوق عكاظ كثيرا في جادة السوق، ويعود بهم الزمن إلى حقبة امرئ القيس، طرفة بن العبد، الحارث بن حلزة، زهير بن أبي سلمى، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد، لبيد بن ربيعة، الأعشى، عبيد بن الأبرص، النابغة الذبياني، فرسان المعلقات، وأشهر شعراء العرب، ليشاهدوا فعالية "مسيرة القوافل" التي تضم أكثر من 200 من الممثلين والكومبارس بأزيائهم التي تعود إلى حقبة ما قبل الإسلام في الجزيرة العربية، ويجسدون مسيرة القوافل العربية في تلك الفترة ووفودها إلى السوق.

وتبدأ المسيرة من بداية الجادة إلى نهايتها والممثلون يرتدون الزي الخاص بالعمل ويحملون الدروع والسيوف والرماح، وتسير خلفهم الجمال والخيول، مع موسيقى معبرة، بينما يقف الجمهور على بعد خطوات منهم، يشاهد كيف كانت حياة القبائل في الجزيرة العربية، لتجسد الفعالية التقاء عصرين بينهما أكثر من 1500 عام، عصر يجسد، وآخر يشاهد مسرح الشارع.

وتستأثر الفعالية الثانية  أيضا باهتمام كبير من الجمهور، هي الأداء التمثيلي للحياة في سوق عكاظ القديم، حيث يقدم فريق العمل عرضا مكونا من ستة مشاهد تمثيلية لتوافد قوافل التجارة على السوق من الشام واليمن، فيرصد المشهد الأول قدوم قافلة من الشام تحمل كثيرا من البضائع يتقدمها شيخ تجار الشام أبو الوليد، وحركة باعة التمور والتوابل، وباعة العطور والحرير، بينما باعة الشام يقدمون القمح والزيتون والأواني النحاسية، والسيوف الدمشقية وغيرها.

ويتابع الحضور في المشهد الثاني ظهور رجل حكيم، كبير السن، يترجل عند مدخل السوق ويتذكر أمجاد وذكريات سوق عكاظ، مرددا في نفسه "لا زلت تنتظر روادك القادمين من كل حدب وصوب يحملون إليك خيرات بلادهم".. ويتفقد الحكيم مختلف بضائع السوق.

ويرصد المشهد الثالث وصول قافلة جديدة أتت من اليمن، محملة بالجلود المدبوغة والملونة والمزركشة وبجانبها عطور وبخور تنعش القلب.

بينما يرصد المشهد الرابع ساحة نزال حامية على قرع الطبول وأصوات المشجعين، والناس يتجمهرون لمتابعة نزال جديد بين مصارعين، أحدهما تبدو عليه ملامح التكبر والعظمة، وآخر يضع لثاما على وجهه، ويصف الحكم الأول بأنه "السموأل" صاحب السواعد القوية والقبضة الحديدية، قوي كالهرماس، سريع كالغزال، ينقض على خصمه كالنسر، ينساب كالأفعوان ويلدغ كالعقرب.

ويصف الملثم بأنه "يلاحق السموأل بعيون كعيون الصقر ويراوغه مراوغة الذئب.. لينتهي النزال الحامي لصالح الملثم المجهول".

ويعود الرجل الحكيم للظهور في المشهد الخامس متابعا تجواله بين الناس في السوق، وفي الوقت ذاته تصل قافلتان من الهند، وينادي التجار والباعة على ما بهما من بضائع.

ويختتم المشهد السادس أيضا بالرجل الحكيم بعد أن تبضع وحمل جواده من مختلف بضائع السوق، ومن ثم امتطى جواده وهو يحدث نفسه مودعا السوق.