التأمت في العاصمة القبرصية نيقوسيا اليوم الخميس جلسة مباحثات بين رئيس مجلس النواب المهندس عاطف الطراونة ورئيس مجلس النواب القبرصي ياناكيس اوميرو تركزت على سبل تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين ودور المؤسستين البرلمانيتين الصديقتين في دعم القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وعرض الطراونة خلال جلسة المباحثات بحضور اعضاء الوفد البرلماني الاردني المرافق له وجهة النظر الاردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ازاء مختلف التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط، لافتا الى الجهود والاعباء التي يتحملها الاردن جراء ذلك خصوصا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والازمة السورية وموجات اللجوء المتلاحقة الى الاردن وبالذات اللاجئين السوريين.
واكد الطراونة مواقف الاردن المبدئية الثابتة حيال مختلف قضايا المنطقة لاسيما الازمة السورية وتداعياتها والقضية الفلسطينية التي تعتبر اولى اولويات السياسة الاردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني.
واوضح ان ثوابتنا الاردنية ازاء القضية الفلسطينية والتي بات يعرفها الجميع تستند على قرارات الشرعية الدولية والمبادرة العربية والتي تؤكد جميعها حتمية اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وعودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين وتعويض الدول المستضيفة لهم مؤكدا ان هذا الامر مصلحة اردنية عليا نعمل على تحقيقها.
وبالنسبة للازمة السورية فاننا في الدولة الاردنية دعونا منذ نشوء الازمة الى ضرورة التوصل الى حل سياسي سلمي لها يحافظ على وحدة سوريا ارضا وشعبا وينهي حالة العنف ويضمن وقف المزيد من نزف الدم وفي الوقت نفسه يجنب المنطقة برمتها تداعيات هذه الازمة.
ولفت الطراونة الى الاعباء والجهود المتزايدة التي تتحملها المملكة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والامنية والاقتصادية والبنى التحتية خاصة التعليم والصحة جراء استضافته لما يزيد عن مليون وثلاثمئة الف لاجئ سوري.
واستعرض الطراونة المسيرة الاصلاحية التي ينفذها الاردن. وقال: في الوقت الذي تغيرت فيه بعض القيادات والانظمة في العديد من دول المنطقة نتيجة لما سمي بالربيع العربي وتركت بعضها دماء وحروبا ما زالت حتى الان لكن الاردن بقيادته الهاشمية الحكيمة وبوعي شعبه حوّل الدم والاقتتال الى انجازات واصلاحات شاملة اذ تم تعديل ثلث الدستور وتطوير العديد من التشريعات كقوانين الانتخاب والاحزاب وتم تشكيل المحكمة الدستورية والهيئة المستقلة للانتخاب.
واكد ان الحراك الاردني كان واعيا ومنضبطا، ففي الوقت الذي كان نزيف الدم دائرا في العديد من دول المنطقة لم ترق نقطة دم واحدة في الاردن وانجزت اصلاحات شملت مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية واجمعت المعارضة والموالاة على التمسك بالقيادة الهاشمية ما ميز حراكات الاردن عن كل الحراكات في المنطقة التي كانت تطالب باسقاط الانظمة الا ان الحراك الاردني طالب بالمحافظة على النظام وقيادة الهاشمية الحكيمة.
ودعا الطراونة الى تفعيل لجان الصداقة البرلمانية وتمتين العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات خاصة البرلمانية والاقتصادية والسياحية منوها بضرورة تسهيل اجراءات منح التأشيرات للمواطنين الاردنيين لتسهيل التبادل التجاري والسياحي بين البلدين.
من جهته اشاد رئيس مجلس النواب القبرصي بالسياسة الحكمة التي تنتهجها المملكة الاردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ازاء مختلف القضايا المتعلقة بالمنطقة خاصة القضية الفلسطينية واللاجئين السوريين والقضية القبرصية.
واكد عمق العلاقات بين البلدين وتطلع بلاده لتطوير وتعزيز هذه العلاقات في المجالات كافة موضحا موقف بلاده من مجمل قضايا المنطقة لاسيما القضيتين القبرصية والفلسطينية والازمة السورية.
وحضر اللقاء الوفد البرلماني الاردني المرافق للطراونة والذي يضم في عضويته رئيس لجنة الشؤون الخارجية الدكتور حازم قشوع والنواب مصطفى الرواشدة ومنير زوايدة وخلود الخطاطبة.
وكان الوفد وصل الى قبرص امس في مستهل زيارة رسمية لقبرص بدعوة من رئيس مجلس النواب القبرصي يجري خلالها مباحثات مع رئيس الجمهورية القبرصية وكبار المسؤولين القبارصة تتعلق بمختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في المجالات كافة وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصعد سيما البرلمانية منها.
واعد مجلس النواب القبرصي برنامجا مكثفا للزيارة يتضمن اضافة للمباحثات مع كبار المسؤولين القبارصة زيارة العديد من المواقع الحضارية والاثرية والدينية والمتاحف الوطنية.
وعقد الطراونة واومير مؤتمرا صحفيا عقب اللقاء شددا خلاله على ضرورة تضافر الجهود لزيادة وتمتين العلاقات الثنائية وتفعيل الاتفاقيات الثنائية ولجان الصداقة خدمة للمصالح المشتركة لكلا الشعبين والبلدين الصديقين.
واعلن الطراونة عن تشكيل لجنة صداقة برلمانية اردنية قبرصية من النواب حازم قشوع ومصطفى الرواشدة ومنير الزوايدة وخلود الخطاطبة.
واوضح رئيس مجلس النواب ان الاردن ومنذ بدء القضية القبرصية اكد موقفه الثابت منها والقاضي برفض الاحتلال مهما كان وضرورة حل القضايا بالطرق السلمية والحوار وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
المصدر: بترا