بكين ـ أ ش أ
بحث تشانغ وان تشيوان وزير الدفاع الصينى صباح اليوم الثلاثاء مع نظيره الأمريكى تشاك هيجل، الذى يزور بكين حاليا، العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقال تشانغ وهو عضو فى مجلس الوزراء الصينى، خلال المحادثات مع هيجل إن الصين تعلق أهمية كبيرة على الزيارة، وتعتقد بأنها ستعمق من فهم هاجل للصين وللقوات الصينية المسلحة. وكان هاجل قد بدأ زيارة للصين بدعوة من نظيره الصينى، حيث وصل إلى مدينة تشينغداو بمقاطعة شاندونغ بشرقى الصين أمس الاثنين، فى زيارة تستغرق أربعة أيام، حيث زار حاملة الطائرات الصينية "لياونينغ"، ثم وصل إلى بكين مساء اليوم نفسه. وتعد زيارة هاجل الأولى من نوعها إلى الصين كوزير للدفاع الأمريكى، بينما يعتبر لقاؤه مع تشانغ الثالث من نوعه منذ تولى الاثنين منصبيهما فى السنة الماضية، حيث زار تشانغ فى شهر أغسطس الماضى الولايات المتحدة، كما عقد الاثنان لقاءا خلال اجتماع وزراء دفاع منظمة دول جنوب شرق آسيا والذى انعقد فى سلطنة بروناى فى بندر سرى بيغوان. وقال الوزير الصينى إن الاتصالات المتكررة واللقاءات "نادرة"، واصفا ذلك بأنه رمز لنمط جديد بين العلاقات الصينية-الأمريكية. وكان هيجل قد وصف زيارته للصين قبيل بدأها بأنها تهدف إلى تعزيز الثقة والصراحة والشفافية بين بكين وواشنطن، وقال إن الصينيين "أصدقاؤه", مؤكدا أن سياسة "محور آسيا" الأمريكية "ليست إستراتيجية لاحتواء الصين"، حيث قوبلت هذه التصريحات بكل تأكيد بترحيب من قبل بكين، ولكن الرسائل الأخرى التى بعث بها هاجل فى الأيام القليلة الماضية كانت على ما يبدو "مربكة" ولا يمكن تفسيرها بسهولة بأنها إشارة صداقة. وفى مقابلة أجرتها معه صحيفة "نيكي" اليابانية انتقد هيغل منطقة تحديد الهوية لأغراض الدفاع الجوى التى أقامتها الصين فوق بحر الصين الشرقى واصفا إياها بأنها تحرك "استفزازى وأحادي"، ملقيا باللائمة على بكين فى تصعيد التوترات فى أحد أكثر المناطق حساسية من الناحية الجيوسياسية، وباعتباره وزير الدفاع الجديد، لابد من إطلاع هيجل على بعض الحقائق الأساسية. وتؤكد الصين أن إقامة منطقة تحديد الهوية لأغراض الدفاع الجوى تعد تحركا طبيعيا وتتفق مع ميثاق الأمم المتحدة وتهدف إلى ضمان الاستقرار، فى حين أن ما أدى، فى المقام الأول" إلى تصعيد التوترات هو "التأميم" غير القانونى الذى قامت به طوكيو لجزر دياويو الصينية فى عام 2012. ومنذ ذلك الحين، أطلقت الحكومة ذات النزعة القومية بقيادة رئيس الوزراء شينزو آبى حملة سياسية، بلغت ذروتها بزيارته لضريح ياسوكونى المثير للجدل، فى تحد للخط الأحمر للصين، فيما يؤكد خبراء صينيون إن إصرار اليابان المتزايد على هذا النهج يمكن ارجاعه جزئيا إلى الولايات المتحدة. فالتصريحات غير المسئولة التى يدلى بها بعض الساسة الأمريكيين شجعت القوى اليمينية فى طوكيو، ولا شك فى أن ثمة خلافات بين الصين وأمريكا، ولكن بينهما أيضا الكثير من النقاط المشتركة. وتأمل الصين بصدق فى إقامة نمط جديد من العلاقات بين القوى الكبرى مع الولايات المتحدة يتسم بالاحترام المتبادل والازدهار المشترك، وهو أمر ضرورى للتنمية السلمية للصين، وباعتبارهما يحتلان المرتبة الثانية والأولى كأكبر اقتصاد فى العالم، فإن للصين وأمريكا مصلحة مشتركة فى تهيئة مناخ مستقر لتسهيل الازدهار الاقتصادى.فلا هما، ولا الاقتصاد العالمى، لديهم القدرة على تحمل تكلفة نشوب أى مواجهة أو صراع. وفى هذا الصدد، من المتوقع أن تتيح زيارة هيجل للصين فرصة نادرة للولايات المتحدة لتوضيح سياسة "محور آسيا" وتبديد مخاوف صديقتها الصين بشأن نواياها من أجل تدعيم الثقة والفهم عبر الباسيفيك، فيما أكد الخبراء الصينيون أن الآن باتت الكرة فى ملعب هيجل والولايات المتحدة.